د. مجدى بدران يكتب: نزلات البرد والربو

  • 2/16/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

بالرغم من أن أبحاث الربو الشعبى خلال عام 2018 تعدت الثمانية ألاف , تظل العلاقة بين البرد و الربو تحديا مثيرا , يدفعنا بإستمرار نحو البحث عن مستقبل أفضل لمرضى حساسية الصدر. تلعب فيروسات البرد دورا هاما فى التمهيد للربو الشعبى , و مازالت نزلات البرد أكثر شدة فى مرضى الربو . فى الأشخاص العاديين تقتصر عدوى فيروسات البرد على الجزء العلوى من الجهاز التنفسى , و تكون الأعراض بسيطة , و ربما تحدث العدوى بلا أعراض , و العدوى تنحسر تاما تاركة الشعب الهوائية سليمة تماما . فى الأشخاص الذين لديهم استعداد للإصابة بالربو ، تختلف الإستجابة المناعية لفيروسات نزلات البرد مما يجعل نزلات البرد أكثر شدة , و تمتد للجزء السفلى من الجهاز التنفسى , و تطول وتستغرق فترات زمنية أطول . وبمرور الوقت و تكرار العدوى الفيروسية الشديدة تسبب إلتهابات مزمنة تعيد تشكيل المجارى الهوائية . تسبب الفيروسات الأنفية أكثر من 80٪ من نزلات البرد المعتادة في جميع أنحاء العالم خلال مواسم الخريف بين سبتمبر إلى نوفمبر في المناخات المعتدلة . الأطفال دون سن 7 سنوات من العمر هم أكثر عرضة من البالغين . يزيد الربو من فرص العدوى بالفيروسات الأنفية عشرة مرات . الرضع الذين يعانون من الصفير مع أمراض الجهاز التنفسي بالفيروسات الأنفية , يزداد لديهم خطر الإصابة بالربو لاحقا خلال مرحلة الطفولة , و فى المتوسط حدوث الصفير مع الفيروسات الأنفية في أي وقت خلال السنوات الثلاث الأولى من العمر يزيد خطر الإصابة بالربو لاحقا ما يقرب من عشرة أضعاف عند عمر ست سنوات . تطول نزلات البرد لدى أطفال المدخنين , و الأطفال , و المسنين , و المصابين بأمراض مزمنة , و ناقصى المناعة , و مرضى حساسية الصدر , و المدخنين . نزلات البرد هى أكثر الأمراض شيوعًا , و تصيب الجزء العلوى من الجهاز التنفسى بفيروس من فيروسات البرد التى يصل تعدادها إلى حوالى المائتين . نزلات البرد مسئولة عن ثلث أيام غياب الموظفين فى العالم عن أعمالهم و ثلثى أيام غياب الطلاب عن مدارسهم . أصابع القدم والأصابع والأذنين والأنف هي الأكثر تأثرا بالبرد . هذه المناطق ليس لديها عضلات هيكلية تنتج حرارة, كما أن الجسم خلال التعرض للبرد , يفضل توفير الطاقة للأعضاء الداخلية ، و بالتالي يتم الحد من تدفق الدم إلى الأطراف . تبرد اليدان والقدمان بصورة أسرع من الجذع لعدة أسباب : انها تفقد الحرارة بسرعة نتيجة إتساع المساحة السطحية لها مقارنة بحجمها , و أنها أكثر أجزاء الجسم إحتكاكا بالهواء البارد بشكل مباشر . من الأهمية تدفئة الجسم للحفاظ على درجة حرارته . فى حالة فشل الجسم فى الإحتفاظ بدرجة الحراة الإعتيادية للإنسان( 37 درجة مئوية ) تنخفض درجة حرارة الإنسان , و إنخفاض درجة حرارة الإنسان إلى أقل من 35 درجة مئوية يهدد الحياة . كل إنخفاض يعادل درجة واحدة مئوية فى درجة حرارة الإنسان يخفض كفاءة الجهاز المناعى 40 % . يتحدى البرد الجسم عن طريق درجة حرار ة الجو , و الرياح , و الرطوبة . بعض المهن تتعرض لمعاناة مشاكل البرد بأشكال أكثر من المعتاد كالذين يعملون في الهواء الطلق , و عمال الطرق , و منتسبى الجيش و الشرطة , والصيادين و الغواصين . يمكن أن يؤدي البرد إلى انخفاض كفاء ة العمل و زيادة معدلات الحوادث , كما أن البرد يضعف أداء المهام العقلية المعقدة , و البرد القارس يضعف المهام اليدوية . للوقايه من فيروسات البرد : يجب غسل الايدى جيدًا , و تجنب لمس الانف او العين , و إستخدام المناديل الورقيه عند العطس او البصق او الكحه , والتخلص منها بطريقه صحيه , و تهويه الغرف , و التنفس عن طريق الانف , وتجنب المضادات الحيويه فهى ضد البكتيريا وليس لها أى فائده ضد الفيروسات , و تجنب القلق والتوتر .من الأهمية تناول الأغذية الغنية بفيتامين أ كالجزر و السبانخ و الفلفل الرومى و البقدونس . يفيد أيضا تناول الأغذية الغنية بفيتامين فيتامين س كالجوافة و الكيوى و البرتقال و اليوسفى و الليمون , و الأعشاب العطرية كالنعناع و اليانسون و البابونج . شرب السوائل خاصه الدافئه يساعد على احتفاظ الاغشيه المخاطيه بحيويتها , و يمنع جفاف الانف , و يسهل خروج البلغم . تناول الثوم ينشط للجهاز المناعى , و يكافح فيروسات البرد .

مشاركة :