د. مجدى بدران يكتب: الوقاية من العواصف الترابية

  • 1/19/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تعرضت مصر لعاصفة من الرمال والأتربة الأسبوع الماضى. أرض مصر غرب النيل عبارة عن منطقة صحراوية شاسعة غنية بالرمال الصحراوية، تغطي الصحراء الغربية مساحة حوالي 700 ألف كيلومتر مربع ، أي حوالي ثلثي مساحة مصر . عالميا يسبب التصحر الناجم عن الأنشطة البشرية ،و تغير المناخ زيادة العواصف الترابية.تعرف العواصف الترابية بأنها أحداث تسبب تقلل مدى الرؤية إلى كيلومتر واحد أو أقل بسبب وجود الأتربة في الهواء الجوى .العواصف الرملية و الترابية ، لها تأثيرات متزايدة على البيئة و الاقتصاد . تقلل العواصف من جودة الهواء و الرؤية ، وقد يكون لها آثار ضارة على الصحة ، وخاصة بالنسبة للأشخاص الذين لديهم بالفعل أمراض تنفسية كالربو الشعبى .تلوث العواصف البيئة ، و تحرك الرمال والأتربة لمسافات بعيدة ، متأثرة بالرطوبة و تقلب درجات الحرارة ، و محتويات الرمال والأتربة و كتلتها ، و الغطاء النباتي . الجسيمات العالقة في العاصفة الترابية أصغر حجمًا من الجسيمات في العاصفة الرملية ،و تنتشر لمسافات أعلى وأبعد من العاصفة الرملية ، تسقط الرمال على الأرض بشكل أسرع من الهواء فى العاصفة الرملية . كلما خفت كتلة محتويات الأتربة كلما زاد بقاءها و تعلقها فى الهواء.يختلف حجم جسيمات العالقة فى هواء العواصف من الخشنة إلى الناعمة .لا تصل جزيئات الغبار الخشنة عادة أبعد من داخل الأنف أو الفم أو الحلق. ولكن الجسيمات الأصغر و الدقيقة يمكن أن تصل لمسافات أكثر عمقا في الجهاز التنفسي والرئتين.يمكن للعواصف الترابية أن تسبب باقة من أمراض الحساسية و العديد من المشاكل الصحية ، مثل حساسية الجلد ، وتهيج الحلق ،و حساسية الأنف ،والتهاب الشعب الهوائية،و حساسية العين، و حساسية الصدر خاصة فى ذوى الإستعداد الوراثى للحساسيات .ربما يحتوي هواء العواصف علي ملوثات بيئية كمركبات الرصاص، علاوة على العديد من الميكروبات ، و العديد من أنواع مختلفة من الفطريات ، و العديد من أنواع مختلفة من حبوب اللقاح . تنقل الأتربة سموم بعض البكتيريا، و تراكم سموم البكتيريا فى المازل يزيد من الحساسية ضد حشرة الفراش السبب الأول للحساسية فى العالم . تراكم الأتربة الناعمة داخل المبانى و السيارات يسبب الحساسية ، حيث يقضي الكثير من الناس 90% من حياتهم داخل المباني . تشمل ملوثات الهواء المنزلى مخلفات التدخين السلبى ، و الجسيمات العالقة ، التى يصل قطرها إلى أقل من 0.1 ميكرومتر مما يجعلها تظل عالقة فى الهواء فترات طويلة . تشمل أضرار إستنشاق الهواء الملوث ، الاصابة بالالتهابات التنفسية بدءا من الأنف ومرورا بالحلق والقصبة الهوائية والشعب الهوائية والرئة ، و الاصابة بحساسية الصدر أو الأنف أو الجلد ، و قصور في الدورة الدموية .تلوث الهواء بالأتربة يعوق اكتمال نمو الرئتين ، و ينقص كفاءة الرئتين الوظيفيه فيما بعد، و يضر 40 نوعا من الخلايا فى الجهاز التنفسى ، و يزيد من فرص اصابه المواليد بالالتهابات التنفسيه خاصه الالتهاب الرئوي،و الاصابه المبكره بحساسيه الصدر أو الأنف أو الجلد بدءا من السنة الأولى من العمر ،و يزيد من معدلات الأزمات الربويه بعد الولاده .تهيج الأتربة الربو فى 90% من الحالات ، و تعرض المرضى للعديد من بروتينات الحشرات . عند التعرض الأول لمسببات الحساسية كالأتربة يبرمج الجهاز المناعى نفسه على كيفية التعامل معها عند أى تعرض جديد لهذه المسببات ، و تتولد خبرة مناعية فتصبح الخلايا التحسسية على أهبة الإستعداد لأى غزو للجسم بمسببات الحساسية فتتسلح بمضادات أجسام مناعية تتحسس المسببات ، وسرعان ما تتفاعل معها مناعيًا فتطلق الخلايا التحسسية موادا كيمائية تنذر الجسم بدخول مسببات الحساسية ، فتسبب هذه المواد الكيمائية ظهور أعراض الحساسية المقلقة ، لكنها وسائل مشروعة للجهاز المناعى للتخلص من مسببات الحساسية بالتخفيف من تركيز مسببات الحساسية بالدموع مثلًا أو زيادة إفراز المخاط فى الأنف أو الصدر ، أو لطردها خارج الجسم بالعطس ،أو بسيلان الأنف أو العين أو الكحة . يسبب ذلك إرسال رسالة لتحذير الإنسان فيتحرك بعيدًا عن مصدر مسببات الحساسية ،أو يضطر للذهاب للطبيب ،و تناول الأدوية ،وبالتالى الحفاظ على الصحة و الحياة .فيتامين سى من أهم مضادات الأكسدة ، و هو يساعد فى نمو الأنسجة و إصلاحها ، و يقى من الآثار السلبية لملوثات الهواء مثل الأتربة ، لقدرته على خفض الشوارد الحرة فى المجارى الهوائية وبالتالى حماية خلايا الجهاز التنفسى من التهتك والتدمير . تتضاعف معدلات حدوث الأزمات الربوية والإحتجاز بالمستشفيات مع إنخفاض مستويات فيتامين سى خلال موجات الأتربة . يتوفر فيتامين سى فى الجوافة ، و الكيوي ، و الفلفل الرومى ،و البروكلى،و الفراولة،و البرتقال،و الليمون .تشمل الوقاية من حساسية الأتربة تجنب الخروج من المنزل خاصة مرضى الربو و مرضى حساسية الأنف و حساسية العين ، و إستخدام ماسكات ضد الأتربة ، و غسل الوجه و الرأس ، وتنظيف الأنف بإستمرار ، و التخلص من الأتربة فى المنازل أو أماكن العمل أو السيارات . من الأهمية رفع القمامة و الأتربة المتراكمة من الشوارع والطرقات ، فتيارات الهواء تنقلها إلى أنوف المواطنين و عيونهم و صدورهم و جلودهم وملابسهم و أغذيتهم .يفضل مسح الأسطح بقطع قماش قطنى مبللة بالماء، و تغطية أجهزة التكييف وصيانتها ، وإحكام غلق النوافذ والأبواب ، وعلى مرضى الحساسية تناول أدوية علاج الحساسيات خاصة الوقائية التى تباعد بين فترات حدوث أزمات الحساسية .

مشاركة :