المرتزِقة الروس.. أذرع سرّية

  • 2/18/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

سناء الوسلاتي – محاربون روس يسافرون إلى بؤر التوتر في رحلة قتال، هدفها الراتب لا الوطنية، هم مرتزقة موسكو، وأذرعها العابرة للدول، تخصصوا في الأعمال القذرة، لتحقيق ما تعجز عنه الدبلوماسية، وتتبرأ موسكو منهم، وتنفي انتماءهم إلى وحداتها العسكرية النظامية، تحسُّباً لمساءلة برلمانية أو غضب شعبي. وتجنِّد شركات عسكرية خاصة مسجلة في الخارج، هؤلاء المرتزقة، منذ سنوات، وترسلهم سراً إلى مناطق الأزمات حول العالم، وتعمل من خلالهم على تعزيز نفوذ موسكو وفرض سياستها وحماية حلفائها بالذات، كما أنها تسعى إلى ضمان مصالح الدب الروسي الاقتصادية، بالوصول إلى الموارد الطبيعية، إضافة إلى ترسيخ دوره كلاعب دولي له كلمته. وتؤشِّر طريقة تدخُّل هذه الشركات في دول عدة إلى أنها تخدم مصالح الدولة الروسية، وتعمل كأذرع وأجنحة لها وتثبت أنها ليست سوى وسيلة لتحقيق الأرباح والغنائم. البداية في أوكرانيا حكاية المرتزقة الروس – ومعظمهم من قدامى المحاربين العسكريين – بدأت في ربيع 2013 في أوكرانيا، عندما أعلنت الحركة القومية «سلفيانسكي كوربوس» عن الحاجة إلى متطوعين للدفاع عن «العرقية السلافية» في أوكرانيا. وفي 2014 حاربت أعداد كبيرة من الروس علناً، دعماً لانفصاليين موالين لموسكو في أوكرانيا، واتهمت الدول الغربية موسكو بتنظيم وتمويل وتسليح هذه الوحدات المتمردة، لكن الكرملين أكد أن أي روسي حارب هناك كان متطوعاً من تلقاء نفسه. سوريا: شركات تتنافس رغم أن روسيا لا تنفي مشاركة خبراء عسكريين وأمنيين روس في صفوف جنود النظام السوري، فإنها تؤكد أنه لا شأن لها بالمتطوعين السلافيين الذين وجدوا في سوريا منذ عام 2013 من خلال ميليشيا «الفرقة السلافية» الشركة الأم لـ«مجموعة فاغنر» التي توازي في عملها شركة «بلاك ووتر» الأميركية. وأعلن موقع الحركة التطوعية العسكرية الروسية، تحت شعار «البارود يصنع التاريخ»، عن فتح باب «التطوع» على أساس تعاقدي للراغبين في القتال بسوريا، مشدداً على أهمية الدور القيادي الروسي من أجل إقامة العدل والتصدي للإمبريالية والشر. وفي إطار التدخل الروسي العسكري في سوريا عام 2015، دخلت شركات أمنية روسية عدة، منها: 1 – «فاغنر» التي وصفها الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية بافيل باييف بأنها «جيش ظل روسي». 2 – شركة عسكرية خاصة تدعى «باتريوت» على صلة بوزارة الدفاع ، مقاتلوها مدرجون كموظفين عسكريين. 3 – «مفرزة زاسلون» وهي شركة أمنية تعتمد على جهاز المخابرات الأجنبية، وتتركز مهام مقاتليها على حماية الشخصيات الروسية أو شخصيات النظام السوري النافذة. 4 – شركة «فيغا – فيغاسي» الأمنية، وتعمل على تدريب «لواء القدس» الفلسطيني المساند لقوات الأسد في مدينة حلب ومحيطها. فنزويلا: مساندة لمادورو كشفت مصادر إعلامية أن عدداً من «المرتزقة» الروس تابعون لـ«فاغنر» سافروا إلى كاراكاس بغرض مساندة الرئيس نيكولاس مادورو، الحليف لموسكو، في خضم أزمة سياسية، بعد أن أعلن رئيس البرلمان غوايدو نفسه رئيساً للبلاد، الأمر الذي نفته موسكو، في وقت تعد الاستثمارات الروسية الحالية في فنزويلا من الأضخم، حيث تصل إلى 5 مليارات دولار، الجزء الأكبر منها لشركة النفط «روسنفط»، كما يعتمد الجيش الفنزويلي على التسليح الروسي. السودان: قاعدة روسية تحدثت صحيفة التايمز البريطانية عن «مرتزقة روس يشاركون في قمع التظاهرات الشعبية في السودان»، وتقديم الدعم والتدريب العملي لقوات الأمن والاستخبارات، لكن الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أكدت أن شركات الحراسة هناك لا علاقة لها بسلطات روسيا، وتقتصر مهامها على تدريب قوات الأمن في السودان. وكان رئيس لجنة الدفاع والأمن في البرلمان السوداني اللواء الهادي آدم، ألمح في يناير الماضي، إلى إمكان بناء قاعدة روسية في المياه الإقليمية للسودان على البحر الأحمر مستقبلاً. عملاء في حقول النفط الليبية كشف مرتزق روسي هو نيكولاي أفرين – ليس اسمه الحقيقي- لشبكة «بي بي سي» في نوفمبر 2018، أن «مرتزقة من فاغنر شاركوا في عمليات منذ بداية عام 2018 في سوريا وشرقي أوكرانيا، ثم توجهوا إلى السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى، وسيتوجهون قريباً جدّاً إلى ليبيا». من جهته، قال سيرغي، الذي كان يعمل مرتزقاً منذ أربع سنوات: «هدف رحلتنا هو الراتب لا الوطنية». وذكرت قناة «الآن» في ديسمبر 2018 نقلاً عن مواطن ليبي أن روسيا مستمرة في إرسال عملائها وجنودها السرّيين للعمل في حقول النفط وغيرها من المؤسسات، من أجل فتح الباب أمام نفوذ بلدهم في ليبيا، كما أنها «تحاول الاستيلاء على المرافق المهمة، من أجل تحويل المنشآت الحضرية إلى قواعد عسكرية». وفي العام الماضي، أعلنت شركة أمنية روسية خاصة أنها نفذت مهمة لإزالة الألغام في ليبيا. أفريقيا الوسطى أعلنت وزارة الخارجية الروسية في مارس الماضي العمل مع حكومة أفريقيا الوسطى لاستكشاف الموارد الطبيعية بناء على عقد امتياز، مشيرة إلى إرسال أسلحة (5.200 بندقية كلاشنيكوف، ومسدسات وقاذفات قنابل يدوية وغيرها) إضافة إلى 5 مدربين عسكريين و170 مدرباً مدنياً لتدريب القوات المسلحة هناك، وذلك على إعفاء أممي من الحظر على السلاح بأفريقيا الوسطى، التي تضم جماعات مسيحية ومسلمة متقاتلة. من جانبها، أشارت «أفريكا إنتيليجنس، مؤسسة بحثية مقرها باريس، في يوليو الماضي إلى أن شركة لوبايي إنفست التابعة لشركة أخرى في سانت بطرسبرغ تدعى «إم إنفست» أسسها بريغوجين، تساعد حكومة أفريقيا الوسطى في استخراج الماس من موقع قرب العاصمة بانغي. وذكرت «أفريكا إنتيليجنس» أن مقاتلي «فاغنر» ينقلون معدات التعدين في شاحنات مدرعة، في حين ساعد المستشارون الروس الرئيس فوستين أرشانج تواديرا، على التفاوض حول هدنة مع جماعات تمثّل جزءاً من حركة التمرد المسلمة «سيليكا».

مشاركة :