تزامنًا مع تسلم مصر قيادة الإتحاد الأفريقي وما تمثله من انتصار للسياسة المصرية فى فصل من أهم فصول معركة التحرر الوطنى التى تقودها الدولة فى مرحلة فارقة من تاريخ مصر المعاصر ، وتزامنًا مع حديث رئيس الجمهورية فى برلين وقذف جبهة من يرعى الإرهاب و كشف الستار عنهم ، يبيت الشعب المصرى ليلة حزينة وتتحجر الدموع فى عيونه بعد خبر استشهاد بطلين من رجال الشرطة المصرية على يد إنتحارى لا قيمة له فجر نفسه أثناء تأدية مهام وظيفتهم المكلفين بها ، فى الوقت الذى نستمتع جميعًا فى منازلنا بالأمن يدفع هؤلاء ثمنه من دمائهم الطاهرة ، و خاب و خسر وخان كل من لم يضع هذا التفجير وهذا النوع من العمليات القذرة خارج نطاق حرب البقاء التى تقودها مصر منذ سنوات ، و جهل كل من أخرج أى جماعة أو فصيل عن هذه العمليات ، فإذا لم تكن مشاركًا بالدعم والتدريب ، فأنت مشارك بالصمت ومشارك بمعارضتك الحاقدة للوطن التى تمنح هؤلاء غطاء سياسي يستند إليه رعاة الشر فى الداخل والخارج ، فمعارضتك من أجل المعارضة تساهم فى الانسدادو الإحباط السياسي أول طريق التطرف الذى يتحول بعد ذلك إلى العنف ، وليدرك الجميع أن الإسلام لم يعرف قط الجماعات و الأحزاب ، فالأسلام جاء لحفظ النفس لا لقتلها ، ومن ينظر إلى أى جماعة دينية على أنها خارج نطاق الإرهاب مخطئ فالنتائج لا تعبر بالضرورة عن النوايا التى أسست على أساسها هذه الجماعات ، وإذا نظرنا إلى بذرة كل جماعة من الجماعات المتأسلمة نجد أن من روى نبتتها الأولى أم محتل كتمويل الإنجليز الأول لجماعة حسن البنا عن طريق رئيس شركة قناة السويس المحتلة فى عشرينات القرن الماضى ، وأنت مشارك أيضًا عن طريق الحملات التشاؤمية التى تتولوا ترويجها عن مستقبل مصر لإسقاط الشعب فى براثن الإحباط لن تجدى لكم نفعًا ، فالدماء التى سالت فى الأزهر كفيلة بحشد الشعب المصرى صف تلو الأخر فى مواجهتكم ومواجهة من يدعمكم ، فتاريخنا القديم و الحديث يؤكد أننا وقت الخطر جنود مجندة فى خدمة الوطن ، والشعب يحسد رجال أمنه على الفوز بشرف الشهادة فى خدمة الوطن ، وعلى شبابنا أن يدرك و يعى جيدًا ظروف الوطن فمبارة جنودنا ضد الإرهاب هى مباراة موت إذا خسرناها خسرنا الوطن ، لا مباراة كرة قدم نتعصب ونتفرق من أجلها لصالح فريق على حساب الآخر ، فخسارة فريقك لمبارة لن تتعدى خسائرها خسارة بطولة تعوض أو لا تعوض ، لذلك علينا أن نتعصب فقط لجنودنا المرابطين على حماية أمننا ومستقبلنا ، ولنحتشد جميعًا لدعمهم فهم فى أمس الحاجة إلى تشجيع الشعب الذى يحارب من أجله ، وعلى جميع مؤسساتنا الرسمية و غير الرسمية أن تتحمل مسئوليتها فى بناء درع فكرى داخل الشعب يساهم فى لحمته وتماسكه ، ويدعم كل إجراء أو تعديلات تٌقدم عليها الدولة لتجنب مصر الصراعات السلطوية ، بوابة الاقتتال الداخلى و بوابة العدو الأجنبى المتربص بمصرنا ، وعلى الإعلام أن يتبنى خطاب عقلانى يهزم به خطابات إعلام الحاقدين فى الداخل والخارج ، لأنهم يعتمدون على العاطفة لا البراهين فى جذب الإنتباه ، ولتعلم جمعيات ومنظمات وكتائب حقوق الإنسان أنن الشعب المصرى مقمع بحب الوطن .
مشاركة :