أكد مشاركون في معرض «جلفود 2019» أن الإمارات أصبحت بوابة عالمية لصناعة الحلال، وأن المبادرات التي تطلقها الدولة ساهمت في تسهيل عمليات إنتاج وتجارة الأغذية الحلال على المستوى العالمي من جهة، وتعزز دور الدولة في مجالات الصناعة والتجارة، وتساهم في حماية البيئة والصحة والسلامة، وتدعم الاقتصاد الوطني من جهة ثانية. وشددوا على أهمية التعامل مع قطاع الاقتصاد الإسلامي، باعتباره واحداً من أكثر القطاعات تطوراً على الصعيد العالمي، في ظل الإمكانات والفرص الواعدة التي يحوزها، والدور الريادي الذي تلعبه الإمارات فعلياً في قيادة القطاع خلال الأعوام الماضية، مبينين أن الاقتصاد الإسلامي يشهد نمواً كبيراً، ويثبت كل يوم تفوقه الأخلاقي، والتزامَه بالمبادئ الإنسانية في التنمية الشاملة والعادلة، في وقت تحقق فيه الإمارات مكانة متقدمة عالمياً ضمن الدول الأكثر تطوراً في قطاعات الاقتصاد الإسلامي. منظومة الحلال الإماراتي وقالت الدكتورة رحاب العامري، مديرة إدارة الاعتماد الوطني في هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس (مواصفات): «إن منظومة الحلال الإماراتي جاءت تجسيداً لتوجيهات القيادة الرشيدة في جعل الإمارات عاصمة الاقتصاد الإسلامي»، مؤكدة أنه تم إطلاق مبادرات عدة للمنظومة الإماراتية للرقابة على الجهات الحلال. وأضافت العامري لـ«الاتحاد» أن من ضمن المبادرات المنتدى الدولي لهيئات اعتماد الحلال، والذي تم تأسيسه بمبادرة من مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي وهيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس، ليكون شبكة مستقلة، غير حكوميّة، تضم وكالات الاعتماد المخوّلة تطبيق معايير الحلال في بلدانها وأقاليمها، بهدف حماية العدد المتزايد من مستهلكي منتجات الحلال، وتسهيل التجارة العالميّة، والارتقاء بالصناعة العالميّة للمنتجات الحلال في السلع الغذائيّة وغير الغذائيّة. وذكرت أن منتدى الإمارات الدولي لهيئات اعتماد الحلال يضم منذ تأسيسه إلى اليوم حوالى 32 دولة؛ ممثلة بهيئات اعتماد تتعاون بشكل وثيق لضمان تطبيق متجانس للمواصفات القياسية بين جميع الدول وفق آليات موحدة، تضمن كفاءة هذه الهيئات وجهات منح الشهادات الحلال. وسيتولى المنتدى مساندة وتشجيع الدول النامية على إنشاء أجهزة متطورة للاعتماد بقطاع الحلال، والاستفادة من تجربة الإمارات الرائدة في بناء الثقة وتعزيز الصدقية في صناعة الحلال، من خلال مبادرة «دبي عاصمة عالمية للاقتصاد الإسلامي». وأفادت بأنه تم توقيع 13 اتفاقية مع الجهات المانحة للاعتماد من مختلف قارات العالم، وأن هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس (مواصفات)، اعتمدت 7 مراكز عالمية لمنح شهادات «الحلال» المعتمدة على معايير واشتراطات أنظمة «الحلال» الإماراتية، مشيرة إلى وجود إقبال كبير فاق التوقعات من الشركات من معظم قارات العالم للحصول على «العلامة الوطنية للحلال»، خصوصاً من قبل الشركات الآسيوية والأوروبية. وأوضحت أن اعتماد تلك الجهات يأتي سعياً من الهيئة للتوسع في تقديم خدمات شهادات «الحلال» في الأسواق العالمية، مشيرة إلى أن الجهات العالمية التي اعتمدتها الهيئة تتركز في إيطاليا، والولايات المتحدة، وإسبانيا، وأستراليا، إضافة إلى هيئات في دول الخليج العربي، مشيرةً إلى أن «مواصفات» تدرس إضافة جهات اعتماد في الأرجنتين، والفلبين، وإندونيسيا، وفرنسا، وبريطانيا، وباكستان. وأشارت العامري إلى أن الجهات التي اعتمدت أخيراً، أنجزت شهادات لـ47 جهة متخصصة في علامة «الحلال»، تغطي 21 دولة، لافتة إلى أن إجمالي عدد جهات منح شهادات «الحلال» في العالم حالياً يصل إلى 106 جهات. دعم الاقتصاد الوطني وتحدث جمال بن مرغوب، مدير إدارة المبيعات في سلطة المنطقة الحرة بمطار دبي الدولي «دافزا»، عن مكانة دبي كمركز دولي رئيس لتجارة الأغذية الحلال، بما يضعها في صدارة القطاع عالمياً. وأكد أن منظومة الحلال تهدف إلى تعزيز مكانة دبي كعاصمة عالمية للاقتصاد الإسلامي؛ من خلال الحصول على الاعترافات الدولية من المنظمات المعنية على المستويين الإقليمي والعالمي في مجالات الاعتماد المختلفة، وتسهيل عمليات التبادل التجاري، وتعزيز دور الدولة والإمارة في مجالات الصناعة والتجارة، والمساهمة في حماية البيئة والصحة والسلامة، ودعم الاقتصاد الوطني، وتعزيز قدرة المنشآت الاقتصادية على المنافسة في الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية. ويضيف أن سلطة المنطقة الحرة بمطار دبي «دافزا» تؤكد جهودها الرامية لتعزيز نمو هذا القطاع عبر وسائل دعم استثنائي، ومن بينها إصدار دليل «دبي بوابة عالمية لصناعات الحلال: دليلك خطوة بخطوة»، وذلك باللغات العربية والإنجليزية والإسبانية والبرتغالية، ويتناول قطاعات الحلال والمنظومة الاقتصادية في دبي والداعمة للتطوير والازدهار. وتابع: «المنظومة الإماراتية للحلال، استطاعت أن ترسخ موقعها إقليمياً ودولياً في أشهر قليلة، مما يعزز دور دولة الإمارات كمركز للتصدير وإعادة تصدير المنتجات الحلال». المنتجات الحلال وأوضح ريمي أرنو، مدير التطوير العالمي لشركة كوفي جو الفرنسية، أنه يعتبر نشاط الأغذية الحلال ركيزة أساسية واستراتيجية للشركة، بهدف الدخول لسوق الشرق الأوسط، مبيناً أنه يمثل 10% من منتجات الشركة. وأكد أن منظومة الحلال في الشركة الفرنسية بدأت منذ 20 سنة، مشيراً أن هذه المنظومة تلبي أفضل المعايير الدولية، وتتميز بالشمولية والدقة، وتوفير أعلى معايير الجودة. ويقول أرنو: «إن سوق المنتجات الحلال حققت نمواً لافتاً في السنوات الماضية، ومن المتوقع أن تواصل النمو بمعدلات متفاوتة»، مبيناً أن الإمارات أصبحت بوابة عالمية لصناعة الحلال، وأصبحت تعمل على تعزيز قنوات التسويق للأغذية التي تتمتع بشهادة الحلال، ويأتي إطلاق المبادرات دليلاً على الحرص على تسهيل عملية إصدار الشهادات لمنتجات الحلال للشركات وإيصالها للمستهلكين في الأسواق المحلية والعالمية، إذ يعد قطاع منتجات الحلال في الوقت الراهن الأكثر حيوية بين قطاعات الأغذية الزراعية». 3.8 تريليون دولار حجم الاقتصاد الإسلامي بحلول 2023 عُرف مصطلح «الحلال» على أنه ميزة تصف منتجاً استهلاكياً ما أو مجموعة منتجات استهلاكية تراعي مبادئ وأحكام الشريعة الإسلامية، من خلال مراحل سلسلة الإمداد الخاصة بها كافة، بما في ذلك الإنتاج، والنقل، والتوزيع. ومن المتوقع، أن ترتفع أصول الاقتصاد الإسلامي إلى نحو 3.8 تريليون دولار بحلول عام 2023، ويعمل مسار تطوير الصناعات الحلال ضمن مبادرة «دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي» على تطوير آلية لاعتماد المنتجات الحلال بالتنسيق مع الجهات المتخصصة في هذا المجال، ودعم مختبرات الفحص والتحليل. ويعمل مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي، ضمن ركيزة «الصناعات الحلال»، على تطوير آلية لاعتماد المنتجات الحلال، بالتنسيق مع الجهات المتخصصة في هذا المجال، ودعم مختبرات الفحص والتحليل. وتنطوي استراتيجية دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي على تمكين الجهود الرامية إلى تنمية هذا القطاع، وزيادة حجم أعماله، من خلال تعزيز نطاق السلع الأولية والمواد الخام، وتأسيس بوابة عبور عالمية، لتكون بمثابة همزة الوصل بين المنتجين والمستهلكين على حد سواء.
مشاركة :