خطورة التحول الديمقراطي | حسن أحمد حسن فتيحي

  • 2/26/2015
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

يختلف علماء السياسة بين مُؤيِّدين لنشر الولايات المتحدة لمبادئ الديمقراطية في مختلف دول العالم، وآخرين يَرَون أن من الأفضل على الولايات المتحدة التركيز على ما هو أهم من الديمقراطية - السياسات الخارجية للدول المعنية وسياساتها التجارية مثلاً. أنا أؤيد نشر الولايات المتحدة للديمقراطية عالميًّا. ولكنني أُحذِّر من عواقب هذا المسار على المدى القريب. فالدول المتحوّلة نحو الديمقراطية تزداد فيها قوة الروح الوطنية واحتماليّات الدخول في حروب. صحيح أن الديمقراطيات المستقرة لا يُحارب بعضها بعضًا. لكن التحوّل الديمقراطي تضعف فيه قوة النخب، ويتصيّدون على إثر ذلك رضا الشعوب الملتهبة بالوطنية عبر حروب ومغامرات خارجية. وقد قدَّم العالمان Jack Snyder and Edward Mansfield في مقالة بعنوان: Democratization and War. في دورية Foreign Affairs باستعمال أدوات الإحصاء ليصلوا لنفس هذه النتيجة، أن التحول الديمقراطي في الدول في المئتي سنة الماضية كثيرًا ما يصاحب الحروب. أمّا حكمة نشر الديمقراطية فأتفق معها. لأن العالم قد أصبح متصلاً لدرجة أن ما يحدث في أي من أطرافه يُؤثِّر على الجميع. والديمقراطيات أكثر مقدرةً على تجاوز العقبات الداخلية، والعمل لصالح الشعوب من غيرها. ينوّه عالم الاقتصاد Amatra Senبجامعة Harvard. أنه لم تحدث أي مجاعة في أي دولة ديمقراطية ولها إعلام حر نسبيًّا على الإطلاق. فالهند عانت من المجاعات في الماضي والذي منها ما تسبب في موت مليونين إلى ثلاثة ملايين نسمة عام ١٩٤٣م، ولم تقم أي مجاعة هناك منذ أن تحوّلت الهند إلى الديمقراطية عام ١٩٤٧م. وقد تفادت الديمقراطيتان Zimbabwe and Botswana المجاعة في الثمانينيات من القرن المنصرم، في حين فشلت في ذلك المركزيتان إثيوبيا والسودان، في حين أن النقص الغذائي كان أقل من ذلك في الديمقراطيتين. ولكن التحول الديمقراطي صعب للغاية، ويتطلب حراكًا مجتمعيًّا كثيرًا ما ينقلب على عقبيه. ولذلك فعلى المجتمع الدولي أن يجد حلاً لعنف الدول المتحوّلة لحكم الشعب نفسه، ولاستقرار هذه الدول كذلك. فتحوّل الصين إلى الديمقراطية مثلاً قد يضعف فيها النخب، ويُؤجِّج الروح الوطنية. وهذا قد يؤدّي إلى حروب مع تايوان أو اليابان أو دول جنوب شرق آسيا أو حتى مع أمريكا. فهل ستدفع أمريكا ثمن مثاليتها في نشر حريتها في صين متحوّلة ومحاربة؟. سؤال سيجيب عنه الزمن.

مشاركة :