أحياناً نتعاطف لأسباب إنسانية، ونصدر أحكاماً مبدئية، وهذا شأننا، لكن عندما يتعلق الأمر بمستقبل غيرنا، ومصالح جيل، يجب أن نمحص هذه الأحكام مرتين، حتى أن بعض الأحكام، تقول معها الحمد لله، أن هناك استئنافاً. من المعروف، أن الانتساب دراسة للموظفين، ممن هم على رأس العمل، لتطوير أدائهم، ويدخل تحت بوابة التعليم المستمر، ولا يهيىء الخريج لأعمال احترافية جديدة، خصوصاً إذا تعلق الأمر بالتربية والتعليم، ففاقد الشيء لا يعطيه، ومن الأمانة أن يعلم المنتسب ذلك، لذلك تعجبت من قرار إلغاء الدائرة 12 بديوان المظالم، بالرياض، قرار وزارة التربية والتعليم باستبعاد خريجي الانتساب من التدريس وتحويلهم للوظائف الإدارية، ونقض قاضي المحكمة قرار الوزارة لعدم استناده على صيغة صحيحة وواضحة، مؤكدا أحقية الخريجين والخريجات في التقديم للوظائف التعليمية كغيرهم من خريجي الجامعات، وجاء حكم المظالم بعد 3 أعوام من المطالبات والشكاوى التي تقدم بها الخريجون في مناطق المملكة، يقال إنهم يتجاوزون 6000 خريج وخريجة. بدأ المنع عندما وضعت وزارة التربية والتعليم، ضوابط جديدة، للمعلمين، على أساس أنهم ركن أساسي لتطوير العملية التعليمية، وحسن اختيارهم، سوف يساعد في رفع كفاءة المخرجات، خصوصاً أنه أصبح لدينا هيئة وطنية للقياس والتقويم، تم تعيين أمين عام لها، مؤخراً، مما يعني أن ضبط كفاءة المعلمين أصبحت تتدخل فيها جهة خارجية، تحاسب الوزارة على اختياراتها، وليس الأمر مفتوحاً كما كان سابقاً، والقرار لم يعجب خريجي الانتساب، طالبوا بالتراجع عنه لأن الانتساب يقدم في الجامعات الحكومية، برسوم تصل إلى 36 ألف ريال، وقدموا شكواهم لحقوق الانسان، ثم ديوان المظالم، وكان من المفترض أن يخاطبوا ضمائرهم أولاً: هل تجربة الانتساب مثل الانتظام؟ نعم الشهادة تخرج من الجامعة بنفس النوع ونفس التوقيع، لكنهما تجربتان مختلفتان، وللعلم، فإن كثيراً من الأجهزة العالمية، للإعتماد الدولي، لا تعتمد ولا تقر الانتساب بديلاً عن الانتظام، ومن الخطأ أن الجامعات تطلق لهما نفس الشهادة بدون فوارق علمية. بقية للحوار: مع تقديرنا لوجهة نظر خريجي الانتساب، ولديوان المظالم، الدائرة 12، الذي ألغى القرار، لكن التعليم أمانة، ورسالة، قبل أن يكون وظيفة لكسب العيش. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (100) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain