لم يكن كمال الدين رفعت، مجرد أحد الضباط الأحرار الذين قادوا ثورة يوليو ١٩٥٢، وأنهى الحكم الملكى فى مصر، وإنما هو بمثابة «جيفارا» العرب الذى تمكن من قيادة أكثر من تنظيم لمحاربة الاحتلال البريطانى فى مصر والسودان.واتصل خلال فترة خدمته بالسودان مع عدد من أفراد الطبقة المتوسطة بالخرطوم، ليكون تنظيمًا سريًا هدفه الأسمى مقاومة الاحتلال، وحينما عاد إلى مصر بقى على نهجه فى مقاومة أفراد الاحتلال فى القاهرة والإسماعيلية بمساعدة عدد من العسكريين والمدنيين أيضًا.«رفعت» وُلد فى الأول من نوفمبر من عام ١٩٢١ بمحافظة الإسكندرية، وكان والده مهندس ري، وتخرج فى الكلية الحربية فى يوليو من عام ١٩٤٢، ولم يبلغ الحادية والعشرين من عمره.وشارك «رفعت» فى حرب فلسطين عام ١٩٤٨، واتصل بعدد من الضباط الوطنيين الأردنيين من أمثال قاسم الناصر، الذين شكلوا فيما بعد حركة الضباط الأحرار الأردنيين، وجرى أول لقاء مع الزعيم جمال عبدالناصر إبان النكبة العربية، وانضم للخلية الأولى التى شكلها «عبدالناصر» لتكون نواة لتنظيم الضباط الأحرار.وبعد نجاح ثورة يوليو، بدأ العمل في المخابرات الحربية، وكان مسئولًا عما يعرف بقسم بريطانيا، وكان له دور مهم فى مقاومة العدوان الثلاثى على مصر فى ١٩٥٦ عن طريق تنظيم عمليات الفدائيين فى القناة.وبعد ثلاث سنوات قاد العمليات الفدائية التى شنها الفلسطينيون فى الأراضى المحتلة.وفى بداية عقد الستينيات انتقل للعمل السياسي، بعد استحداث وزارة العمل ليصبح أول وزير لها فى أغسطس من عام ١٩٦١ وحتى سبتمبر من العام التالي، وعاد إليها مجددًا فى يونيو ١٩٦٧ حتى نوفمبر ١٩٧٠، وكان سفيرًا لمصر فى لندن حتى ١٩٧٤.وتوفى فى مثل هذا اليوم الثالث عشر من يوليو من عام ١٩٧٧.
مشاركة :