في هذه الزاوية، وخلال سنوات كتبتُ العديد من المقالات حول هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كنتُ فيها (مؤيدًا وناقدًا ومقترحًا)؛ تلك الكتابات تنطلق من أمرين: عقيدة راسخة بأهمية هذا الجهاز ودوره في خدمة الدين والمجتمع، ثم لأنّ هناك بعض الأصوات الإعلامية لم تكن منصفة له؛ حيث النّفْخ في الأخطاء الفردية، ومَنحها صورة العمومية، وفي المقابل تجاهل الإنجازات وهي كثيرة! واليوم أكتب لكم من (عَرِيْن الأسد)، ومن المَقَرّ الرئيس للهيئة بالرياض، وأمانة وبدون مجاملة، إليكم هذه المشاهدات والانطباعات التي خَرَجتُ بها: * منسوبو هذا الجهاز أَسَرُونِي بما لمسته لديهم من الإخلاص، فهم شَباب جَادّون، حريصون على (العمل وتطوير قدراتهم)، هم يتميّزون بالصفة التي تبحث عنها برامج الجَوْدة، أعني (الوَلاء المُؤسسي)! * يمتلك الجهاز هيكلاً إداريًّا رائعًا ومنظمًا، يبدو أنه جاء نتيجة دراسات فما أعرفه أن الهيئة شرعت عام 1430هـ في وضع خطة إستراتيجية مستقبلية بالتعاون مع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن! * ما فاجأني في مَقَرّ هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تلك التقنية العالية التي عندها، فكل التعاملات في أدق تفاصيلها بين المَقَرّ والفروع والإدارات المختلفة إنما تُدار إلكترونيًّا، وبلغة أمان كبيرة جدًّا، فأجهزة التّشْفِيْر هناك لا مثيل لها في أية إدارة خدمية أخرى! * أيضًا ممّا سكن ذاكرتي خلال تلك الرحلة القصيرة ذلك (المركز الإعلامي) الذي يحتضنه المقرّ الرئيس، إذ فيه أحدث التقنيات في التحرير الصحفي وكتابة السيناريو والتصوير والمونتاج والإخراج، وكل ذلك يقوده شباب سعوديون مؤهلون ومتحمسون للعطاء، من خلال خطط وبرامج مستقبلية بعضها سيرى النور قريبًا! * هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لها رسالة ويقوم رجالها بجهود كبيرة في التوعية وحراسة الفضيلة، وتشهد هذه الأيام حِرَاكًا وسباقًا مع الزمن لتحقيق قفزات في شتى المجالات، ولكن ما أرجوه التركيز على (تحسين الصورة الذهنية) من خلال إستراتيجية واضحة تبدأ بتطوير قدرات الأفراد ولغة تعاملهم مع المجتمع بما يواكب مُتَغَيّرات العصر، والإفادة في ذلك من أبحاث ودورات الكراسي العلمية المتخصصة بالحسْبَة في عدة جامعات سعودية! أمّا الأهم فاستثمار وسائل الإعلام بمختلف قوالبها وأدواتها، وذاك المركز الإعلامي الرائع للوصول للمجتمع، وهذا ما سنتحدث عنه غدًا، فلا تذهبوا بعيدًا! aaljamili@yahoo.com
مشاركة :