عادت العلاقة بين ركني التسوية السياسية الرئاسية في لبنان، تيار "المستقبل" و"التيار الوطني الحر"، إلى الواجهة من جديد، على خلفية حملة "حزب الله" على رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة. وكان لافتاً خلال اليومين الماضيين تبنّي إعلام "الحر" حملة الحزب، ما أشعل العلاقة مع حليف التسوية بمقدمة تلفزيونية على قناة الـ OTV التابعة لـ"التيار الوطني الحر"، استخدمت أدبيات سياسية استعادت زمن النزاع بين الجانبين، ونبشت الماضي الذي اعتقد البعض أنه طوي مع التسوية الرئاسية. ولم يتأخر رد "المستقبل"، وبالوسيلة نفسها واللغة عينها، فأطلت المحطة "الزرقاء" برد عنيف، مساء أمس الاول، دفاعا عن السنيورة وحسماً لموقف وموقع "المستقبل" منه. وأكدت أن "الرئيس السنيورة اليوم هو تيّار المستقبل وهو الحزب والموقع، وهو رئيس الحكومة، وهو الطائفة التي يمثلها إذا شئتم، وما يجمع بين رئيس الحكومة سعد الحريري والرئيس السنيورة هو قضية وطن وشعب". وتابعت: "أمّا الابراء المستحيل، فيمكنهم ان يبلوُّه ويشربوا المياه الآسنة التي نشأت عنه". وتساءلت المصادر: "إلى اين تتجه العلاقة؟ وهل تشهد المزيد من التدهور أم ان الحريصين على العهد سيسارعون الى رأب الصدع واعادة المياه الى مجاريها؟". وختمت: "هذا المناخ لا يخدم الانطلاقة الحكومية، التي أكثر ما تحتاج إليه في الظرف الحالي هو الابتعاد عن المناكفات والمشاحنات، كما يكرر الرئيسان عون والحريري". دريان وفي السياق، أكد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان أن "الرئيس السنيورة خط أحمر، وأعاد الشفافية لميزانية الدولة، وهو قيمة وقامة كبيرة يعتز بها ويدافع عنها ضد اي افتراء". وإذ شدد على أن "محاربة الفساد امر ضروري لاقامة دولة عادلة وقوية"، دعا دريان الى "معالجة هذا الملف ضمن اطر مؤسسات الدولة". وأعلن دريان، بعد لقائه الرئيس الحريري في السراي الحكومي أمس، أن "موضوع المزايدة او النيل السياسي" في هذا الشأن مرفوض"، مضيفاً: "ان كان لي من توجيه او إسداء النصح لأعضاء الحكومة، أقول لهم أن يضعوا الكيديات السياسية جانبا، وان يقدموا العمل الحكومي الجاد الذي يستنهض الوطن والمواطنين، لان الازمة الاقتصادية والحياتية التي نعاني منها في لبنان هي كبيرة جدا".
مشاركة :