عند الحَملة - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 3/2/2015
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

عند إثارة مسألة حملة الدرجات العلمية من الجامعات الوهمية ، أو من جامعات مسجلة ومعترف بها، لكن الدارس لم يدخل أروقتها، أجد بعض من حملة حروف الدال يتركون الحرف لبرهة، ثم يعودون إليه (مثل حملات البلدية والصحة). لا جدال في أن الكسب المادي وشيئاً من حب الذات يمتزجان في دمائنا كبشر، ولا حيلة لنا في اجتنابهما. والطموح مطلوب، إلا أن المبالغة في استعمال مساحة الركض إليه توقعنا في كثير من الأوجاع والشكوك. وعدد كبير من حملة الدرجات العلمية العليا من الذين أعرفهم وممن قد لا أعرفهم في بلادنا منزهون عن شراء أطروحاتهم الدراسية. فهم - حسب معرفتي لهم - سادة موادّهم، مجيدون ومجدون. ولهم مواقعهم الخاصة في حياتنا العلمية والثقافية. لكن عتبي ينصب على دكاكين الاسترزاق من بيع جهد مُزيّف، وصل إلى حد الإعلان عنه في صفحات الإعلان المدفوع الأجر. ولو لم تتوقع هذه الدكاكين مردوداً لما استمرت وازدهرت. سأبحث، أو أنتم ابحثوا، أو دعونا نبحث جميعاً، عن وسيلة شرعية أو قانونية أو أخلاقية تحد أو تمنع من شراء الجهد العملي لإعداد الرسائل والأطروحات الجامعية لنيل الدرجة العلمية أن يكون نيل الدرجة الأكاديمية حلية أو نوعاً من أنواع الزينة أو الترف الاجتماعي أو البروز الوظيفي، فنحن في انتظار الضياع العلمي الكامل فلا يتخرّج المتخرج وهو صاحب رؤية أو ذو فلسفة خاصة في عمله. وعلمياً فإن كلمة «دكتوراه» تغطي حاملها لقب الفيلسوف كما يدل اسمها بالأجنبية Ph.D وهي اختصار لمصطلح Doctor of Philosophy في مادته. وعملياً تعني متعمّق النظرة في موضوعه. أي أنه لم يستأجر شخصاً آخر ليبحث نيابة عنه، أو ليقارن نيابة عنه، ثم يُقدّم أطروحته أو مشروع تخرّجه إلى المشرف الأكاديمي لينال الدرجة العلمية. وما عليه بعد ذلك إلا أن يضعها ضمن متطلبات تعيينه في دائرة. ولم أجد الإنسان إلا ابن سعيه فمن كان أسعى كان بالمجد أجدرا لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net

مشاركة :