بكين- تلجأ الصين إلى أساليب وطرق متنوعة لممارسة الرقابة على سكانها البالغ عددهم مليارا و400 مليون نسمة، ما يجعل المواطن دوما تحت مجهر “الرقابة التكنولوجية” لسلطات بلاده. وتستخدم بكين آليات وطرقا مختلفة، مثل طائرات دون طيار “درون” ومواقع التواصل الاجتماعي وأنظمة التعرف على الوجوه وغيرها من المنظومات المشابهة. وبفضل أنظمة التعرف على الوجوه، المتوزعة في جميع الأماكن العامة، تستطيع السلطات تحديد المشتبه فيهم خلال دقائق، ومن ثم إلقاء القبض عليهم. وعبر مواقع التواصل الاجتماعي التي يُشترط للاشتراك فيها تسجيل بيانات شخصية حقيقية، تستخدم سلطات بكين منشورات مواطنيها فيها أدلة بالمحاكم، دون الحصول على إذن من المستخدم. ووفقا لأخبار نشرتها وسائل إعلام رسمية في الصين، تستخدم بكين طائرات “درون” على هيئة طيور للتجسس على السكان، على الأقل في 5 ولايات ذات كثافة منخفضة. وتم تصميم طائرات صغيرة على شكل حمائم، لتتحرك مثل الطيور مع أجنحة ترفرف، وتحمل معها كاميرا صغيرة ترسل الصور إلى وحدات التحكم الخاصة بها. وإلى جانب كاميرات المراقبة، تحمل تلك الطائرات هوائيات ربط للبيانات وأجهزة تعقب وأنظمة تحكم بالطيران. وقامت الشركات المصنّعة باستنساخ 90 بالمئة من حركات الطيور، لتبدو كأنها طائر حقيقي يطير ضمن أسراب حية. ومن بين الطرق الأخرى التي تراقب بها بكين مواطنيها، أنظمة التعرف على الوجوه. وتعمل الصين لتطوير نظام تعرف على الوجوه، بإمكانه تدقيق بيانات ووجوه مليار و300 مليون شخص. وتُستخدم هذه الأنظمة حاليا بشكل جزئي في الصين، كما تعد الأنظمة ذاتها من أكثر الوسائل فاعلية لدى قوات الأمن، في تعقّب الملاحقين والمشتبه فيهم وإلقاء القبض عليهم. وعند الحديث عن تجسس الصين على مواطنيها، أول ما يتبادر إلى الأذهان، هي تطبيقات منصات التواصل الاجتماعي التي يستخدمها مليار شخص نشط. وفي هذا الإطار، طورت الصين تطبيق “وي تشات” الذي يجمع في بنيته العديد من مواقع التواصل وتطبيقات الهواتف الذكية وأنماط الدفع الإلكتروني وغيرها من التطبيقات المشابهة. إحدى الوسائل الأخرى التي تساعد سلطات بكين على مراقبة مواطنيها، شبكة الكاميرات المنتشرة في أرجاء البلاد، وتقدّر أعدادها حاليا بـ200 مليون، وسط توقعات بتضاعفها بحلول العام المقبل.
مشاركة :