المملكة ملهمة لقيم التسامح والمحبة وراعية للسلام العالمي أكد رئيس مجلس علماء باكستان حافظ محمد طاهر الأشرفي متانة العلاقات السعودية الباكستانية، الراسخة منذ الأزل من جميع النواحي إسلامياً واقتصادياً وأمنياً وغيرها من القضايا التي تهم البلدين. مؤكداً أهمية ومكانة المملكة العربية السعودية في العالم ومواقفها الإنسانية تجاه قضايا الأمة العربية والإسلامية، وأن ذلك ليس بغريب على قيادتها الحكيمة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، حيث وضعا الإسلام والمسلمين في أول اهتماماتهما من منطلق أن الإسلام دين محبة وسلام واعتدال ووسطية. وأكد أشرفي في حوار مع «الرياض» أن العلاقة بين البلدين علاقة عقيدة راسخة وإيمان وأخوة؛ فكلا الدولتين تبذلان جهداً كبيرا في محاربة الإرهاب، ويتجسد ذلك في المواقف التضامنية المتبادلة بين البلدين، كما أن حب الشعب الباكستاني للمملكة وحكامها وشعبها، لا يمكن التقليل من شأنه حيث يعدون السعودية أهم شريك استراتيجي وداعم ومساند للعالم في قضاياه المصيرية وأكبر مؤازر للبلدان الإسلامية في نصرة قضاياها في مختلف أنحاء العالم، إلى جانب جهود المملكة الحثيثة في مكافحة الإرهاب والتطرف، ونوه فضيلته بأهمية زيارة ولي العهد لدولة باكستان والتي تكللت بنتائج مفرحة. مستنكراً تصاعد موجة المعادة بين المسلمين في الغرب بسبب ما يسمي (الإسلامفوبيا) ومنكراً إصرار ايران على التخريب وتدخلاتها السافرة في المنطقة العربية الأمر الذي قد يفضي لتأجيج النزعات الطائفية والتقسيمية في العالم الإسلامي. وفيما يلي نص الحوار:* فضيلة الشيخ حافظ قام سمو ولي العهد مؤخراً بزيارة ناجحة لباكستان تكللت باتفاقيات تاريخية وترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، كيف ترون نتائج هذه الزيارة؟بلا شك فإن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- لباكستان تعد زيارة تاريخية ناجحة في تاريخ العلاقات السعودية الباكستانية لما تحمله من مدلولات كبيرة وعميقة وهي بإذن الله زيارة مهمة وناجحة للحكومتين السعودية والباكستانية لمواجهة الظروف السياسية العالمية، لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية لشعوب العالم العربي والإسلامي والعالم بشكل عام. كما أن هذه الزيارة تؤكد عمق وحجم وأهمية العلاقة بين البلدين والقيادتين والشعبين الشقيقين، وسوف تفشل جميع المحاولات الرامية لشق الصفوف وعرقلة المساعي، ولن يتمكن الأعداء الحاقدون والفاسدون والمفسدون والحاسدون من زعزعة أواصر الصلة والعلاقات السعودية الباكستانية، لأن الله تعالى يقف مع الحق ضد الباطل وينصر الله من ينصر الدين. والعلاقة بين باكستان والسعودية علاقة قوية متينة كعلاقة الدم والروح في الجسد، تجمعنا العقيدة والمقدسات والأخوة، وسنسعى لتقوية العلاقات أكثر وأكثر، ونحن جميعاً في خدمة هذه البلاد المباركة. وملايين الباكستانيين جاهزون ليدافعوا عن المملكة العربية السعودية لو تعرضت لأي عدوان -لا سمح الله- ويلبون نداء الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان للدفاع عن بلاد الحرمين الشريفين حماهما الله وحمى القيادة السعودية من كل مكروه. قامت المملكة بدور حيوي وفعال لنزع التوتر بين باكستان والهند، كيف تنظرون لهذه الجهود ونتائجها؟ يعلم الجميع كيف تسببت الأزمة العسكرية بين الدولتين الجارتين الباكستان والهند في إحداث قلق عالمي عقب انفلات زمام الأمور وتصاعد حدة النزاع والمصادمات وتوسيع دائرة المواجهات بينهما، وسارعت دول العالم لمنع تصاعد الأزمة والتحذير من عواقب الأمور وما يترتب على هذه المشكلة من تحديات كبيرة وخطيرة كادت أن تقود المنطقة لدمار وكوارث، ولولا عناية الله تعالى لعانت المنطقة بأكملها، ولكن بفضل الله ثم بفضل التدخل السعودي الحكيم وبعض الدول المؤثرة توقفت المواجهة العسكرية الخطيرة وتوقفت الأزمة الدبلوماسية الشائكة مع جارتنا دولة الهند، وخابت آمال المستفيدين والمستنفعين والمأجورين الذين يخدمون أجندات معروفة ولديهم رؤية خسيسة ويتعاملون مع شخصيات غير ناضجة لا تهتم بعواقب الأمور ولا تقدر خطورة الوضع وتأثير الحروب على المجتمعات والشعوب وخاصة بين بلدين متجاورين تمتلكان قدرات كبيرة من الناحية العسكرية والسياسية والعلمية والفكرية وهي مكتسبات وطنية يجب المحافظة عليها وحمايتها من الانجرار خلف المهاترات والتصادمات التي تسعى إليها بعض الجهات المغرضة والعقليات العبثية. وقد أسهمت الجهود السعودية في نزع فتيل الصراع والنزاع وحل الخصومة والخلاف بين الهند وباكستان، ولا يمكن إنكار ما قامت به المملكة العربية السعودية من تخفيف حدة التوتر البلدين، حيث استطاعت المملكه تحريك بعض الدول المؤثرة لوقف التصعيد بين الجارتين النوويتين، وإرساء السلام بينهما، وذلك حرصاً على استتباب الأمن في تلك المنطقة التي تتقاطع فيها العديد من المصالح المهمة، سواء كانت تجارية أو اقتصادية، فتوقف الصراع الذي بلغ مداه في الفترة الأخيرة بتبادل إطلاق النار والطلعات وإسقاط مقاتلات حربية من الجانبين، وكان لا بد من تدخُّل الحكمة والدبلوماسية فدخلت السعودية على هذا الخط فساعدت الأطراف الفاعلة لوقف الصراع وتهدئة الموقف، وهذا دور دبلوماسي وإنساني كبير يحسب للسياسة السعودية الحكيمة والمتزنة، ومن هذا المنبر نشكر المملكة بقيادتها الحكيمة وحكومتها الرشيدة على جهودها المباركة ومؤازرتها ومساندتها ووقوفها مع الباكستان لمواجهة جميع المواقف والتحديات والأحوال والتقلبات والتهديدات والظروف وفي جميع الأوقات وعلى مر العصور في السراء والضراء. *يواصل الانقلابيون الحوثيون تنصلهم من جهود السلام وسط تراخٍ دولي، ما تعليقكم على موقف المجتمع الدولي حيال التعنت الحوثي؟ جماعة الحوثي الخبيثة، جماعة إرهابية باغية فاسدة وحاقدة تدعمها إيران وأعوانها من الخبثاء، للتنصل من جهود السلام، ونستغرب صمت المجتمع الدولي الذي يقف متخاذلاً أمام التعنت الحوثي وهذا التراخي يدعم الفاسد ويشجعه على مزيد من الاعتداءات الغاشمة والهجمات الفاشلة والمتكررة، وهذا لا يثني السعودية وحلفاءها عن إيقاف المعتدي وردعه عن غيه، والكل يعلم وقوف الباكستان مع السعودية قلباً وقالباً ضد كل من يحمل الفكر المنحرف ويخطط للاعتداء على الأراضي السعودية، وغيرها من دول العالم الإسلامي والعربي، وسوف نقف صفاً واحداً لمواجهة المحاولات الدائمة لزعزعة الأمن والاستقرار داخل المجتمعات الإسلامية وزرع الفتن بين المسلمين، ويجب على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته حيال إلزام الحوثيين ومن يقف وراءهم بالمواثيق الدولية التي تنهي تعنته الأحمق. تتصاعد موجة معادة المسلمين في الغرب (الأسلاموفوبيا)، وتجلى ذلك في اعتداء نيوزيلندا، برأيكم ماذا بوسع العالم الإسلامي فعله لمواجهة حملة الكراهية؟ المجزرة الدموية التي نفذت في نيوزيلندا ضد مسلمين آمنين، كانوا يؤدون شعائر صلاة الجمعة رحمهم الله جميعاً وألهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان إنا لله وإنا إليه راجعون. بواعثها وملابساتها، لا تدلل على أنها مجرد اعتداءات فردية، ولعل من أسباب ذلك تصاعد خطابات الكراهية ضد المسلمين في شتى بلاد العالم، وخاصة في بلاد الغرب، وهذا للأسف ما يشجع على الأعمال الإرهابية ضد المسلمين، والحدث ليس عابراً، بل مخطط له مسبقاً، وكان هذا المجرم يخطط لقتل أكبر عدد ممكن من الضحايا الأبرياء. وأرى أن التحريض والكراهية ضد المسلمين من بعض المنظمات والجهات الغربية بالخارج يتزايد وهذا ما تسبب في الشحن والتعبئة والكراهية ضد المسلمين بالذات، وهذا يصنع أجواء مجتمعية مسمومة لا ترحب بالتعايش، مما يذكي النزعات والانتقامية والإسلاموفوبيا، وبث إشارات تستهدف المسلمين، ويجب على المسلمين بدء بحث هذا التوجه العدواني ضدهم وتحميل من يناوئونهم المسؤولية تجاه حماية المسلمين في بلاد الغرب بالذات. ويجب أن لا نطلق على مثل هذا المجرم أنه مضطرب عقلياً، ويعاني من مشاكل نفسية بل يجب أن يلقى جزاءه كمجرم وتضغط الدول الإسلامية لاتخاذ موقف حازم ضده ومن يسلك مسلكه. كيف تنظرون لدور المملكة في تعزيز قيم السلام والتسامح ومكافحة الإرهاب؟ -أهمية ومكانة المملكة العربية السعودية في العالم ومواقفها الإنسانية تجاه قضايا الأمة العربية والإسلامية، مكنتها بقيادتها الحكيمة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، أن تصبح ملهمة لقيم التسامح والمحبة والتآخي من منطلق أن الإسلام دين محبة وسلام واعتدال ووسطية. ونثمن من خلال مجلس علماء باكستان جهود خادم الحرمين الشريفين للملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده محمد بن سلمان وحرصهما الدائم لإحلال السلم والسلام وإرساء دعائم الاستقرار في مختلف دول العالم الإسلامي والعربي والعالم، وهذا يؤكد أهمية الدور المحوري والمكانة الكبيرة التي تتمتع بها المملكة العربية السعودية كراعية وقائدة للسلام، ونهنئ قيادة المملكة على هذه الإنجازات الكبيرة وهذه الجهود المتواصلة والعمل العظيم الذي يصب في مصلحة الإسلام والمسلمين، ويسهم في تعزيز العلاقات والاستقرار والسلم والسلام العالمي، ونبذ الإرهاب الذي تنبذه القيم الإسلامية النبيلة، ويعلم الكل ما عانته السعودية بسبب الإرهاب الذي لا علاقة له بالإسلام، فالمتشدد والإرهابي ليس لهما دين، ويجب أن تبدأ دول الإسلام خصوصاً والعالم أجمع بنبذ الخلافات ليسود السلام. تواصل إيران أدوارها التخريبية وتدخلاتها السافرة في المنطقة، الأمر الذي يفضي لتأجيج النزعات الطائفية والتقسيمية في العالم الإسلامي، برأي فضيلتكم ماذا يتوجب على العالم الإسلامي لصد هذا الدور المسموم، وتلافي تداعياته؟ للأسف فمنذ قدوم الخميني وولاية الفقيه بتنا نرى التخريب في كل مكان، والسبب أن إيران تحاول محاولات يائسة لفرض نظام ولاية الفقيه البائس لزعزعة أمن الدول العربية والإسلامية، وخصوصاً بلاد الحرمين الشريفين، واستهداف مكة المكرمة والمدينة المنورة لأنهما تمثلان عمق ومركز وحدة الإسلام والمسلمين، وهذه الميزة ليست إلا للمملكة العربية السعودية التي منحها الله وكرمها بالحرمين الشريفين، ما جعلها تمثل عمق الإسلام، ولهذا فقد عملت على إيقاف وإفشال مخططات إيران التوسعية والتخريبية في المنطقة التي من أخسها تمويل الحوثيين بالصواريخ ليستهدفوا بها مكة المكرمة شرفها الله أكثر من مرة، وإيران بهذا تتحمل المسؤولية كاملة حيال ما تواجهه الأمة الإسلامية من مشاكل، ما يتوجب عليها وقف تصدير الأسلحة والثورة الإيرانية إلى اليمن وإلى بعض دول المنطقة. وهذا يثبت لكل ذي عقل أن عداء إيران ليس ضد السعودية فحسب بل ضد الأمة العربية والإسلامية والدين الإسلامي أجمع. وهذه الممارسات العدائية واليائسة في المنطقة، وفي كل البلاد الإسلامية لن يستطيعوا خلالها بإذن الله تنفيذ ما يريدون وهو تغيير الأنظمة واستبدالها بنظام ولاية الفقيه كما يزعمون، وللأسف الكل بات يدرك أن التدخلات الإيرانية هي السبب الأول والأخير والدافع الأساسي وراء ترويج الطائفية والإرهاب في المجتمعات الإسلامية، ولولا تلك التدخلات السافرة لما أثيرت الفتن الطائفية في باكستان وفي العراق وسورية واليمن ومملكة البحرين وكافة الدول التي تعاني من التدخل الإيراني، الذي يهدف إلى استغلال أبناء الجيل الجديد والأبرياء كأدوات وضحايا حرب تخوضها إيران لتحقيق أهدافها السياسية والإقليمية والطائفية». وأنصح الشباب بكافة عرقياتهم وانتماءاتهم الفكرية بأن لا يسمحوا لإيران بأن تستغلهم بالأسس الطائفية لتحقيق أهداف استراتيجية تخدم مصلحتها فقط ولا تخدم الشباب الذين يعيشون في بلدانهم آمنين.المملكة حامية حقوق المسلمين رفع فضيلة رئيس مجلس الدفاع عن الحرمين الشريفين الشيخ حافظ محمد طاهر محمود الأشرفي شكره وتقديره للمملكة العربية السعودية على جهودها المباركة في خدمة الحرمين الشريفين والدفاع عن قضايا الإسلام والمسلمين والحجاج والمعتمرين والزائرين والمطالبة بحقوق الأقلية المسلمة من المستضعفين والمضهدين والمشردين وغيرهم ممن يحتاجون لمن يساعدهم ويدافع عن حقوقهم. ونظم مجلس الدفاع عن الحرمين الشريفين مؤتمره العالمي الأول في لندن مؤخراً بحضور متميز وسط العاصمة البريطانية لندن وبحضور كبار العلماء والدعاة والمتخصصين والمفكرين والباحثين المقيمين في بريطانيا والدول الأوروبية المجاورة لبريطانيا، وتضمن المؤتمر مجموعة من المحاور المهمة التي تعكس مكانة المملكة العربية السعودية في قلوب العرب والمسلمين، لأنها دولة عظيمة مميزة تختلف عن غيرها من دول العالم وفيها ميزات وخصوصيات جعلتها أفضل بلاد العالم، لأن فيها المسجد الحرام وهي موطن الإسلام الأول، وبلد القرآن والسنة ومهبط الوحي والرسالة. وقدم فضيلة رئيس مجلس الدفاع عن الحرمين الشريفين الشيخ حافظ محمد طاهر محمود أشرفي خالص شكره وتقديره للجهات المعنية البريطانية على جميع التسهيلات التي ساهمت في الإعداد المميز، واكد الأشرفي أن المملكة قامت كذلك بنشر العلوم والمعارف لتوعية وإرشاد أبناء المسلمين وغير المسلمين للتعريف بالإسلام وإبراز سماحة الدين للعالم بأكمله بجميع اللغات والوسائل المتاحة، والشكر الخالص لقائد الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على جهوده وحرصه وعنايته وإخلاصه لخدمة الإسلام، والشكر موصول لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وزير الدفاع الفارس المدافع عن قضايا وحقوق المسلمين وهو المشرف على تحقيق الرؤية الطموحة للمملكة 2030 التي ستنقل بلاد الحرمين الشريفين نقلة نوعية تنموية تحقق تطلعات القيادة السعودية وتلبي احتياجات المواطن والمقيم والحاج والمعتمر وجميع الزائرين للمملكة العربية السعودية والتي تعتبر محل فخر واعتزاز لشباب العرب والمسلمين.
مشاركة :