اعلم عزيزي القارىء أن قراراتك تحدد مسارات حياتك، فكلما كانت قراراتك صحيحة، وضعت مسار حياتك على الطريق الصحيح، والعكس بالعكس. وعملية صنع القرار، عملية تحتاج إلى حنكة وكياسة، وقدرات ومهارات، خاصة القرارات التي تؤثر في حياتك تأثيراً بعيد المدى. والعوامل التي تؤثر على صنع قراراتك عديدة، منها ما يؤدي إلى صنع القرارات الصحيحة، ومنها ما يؤدي إلى صنع القرارات غير الصحيحة (القرارات المغلوطة والخاطئة)؛ هذه العوامل منها ما هو مرتبط بصانع القرار، ومنها ما هو مرتبط بالمحيطين به من حوله، ومنها ما هو مرتبط بعوامل أخرى لا يمكن السيطرة عليها. وتتمثل أهم العوامل التي تؤدي إلى القرارات الصحيحة فيما يلي: أولاً، تعدد البدائل: تعدد الخيارات ووفرة المعلومات وصحتها، وكونها مبنية على حقائق وليس على أكاذيب، أو حدس أوتخيل، أساس هام لصنع القرارات الصحيحة. ولذلك احرص دائما على وفرة المعلومات وتحليلها في الاتجاه الصحيح، واصنع قراراتك بناءاً على حقائق وليس أكاذيب أو تخمينات. ثانياً، البعد عن الضغوط: صلاح البال وصفاء الذهن، والقدرة على التفكير بإيجابية، من أهم عوامل صنع القرارات الصحيحة؛ ولذلك لابد أن تتخلص من الضغوط عند صنع القرارات الهامة في حياتك، وأن تتدرب على إدارة الضغوط وأن تزيد قدرتك على التوافق والتكيف معها. ثالثاً، القراءة الصحيحة لمواقف الحياة: القدرة على قراءة مواقف الحياة قراءة صحيحة والاستفادة من الخبرات المتنوعة، يجعلك أكثر قدرة على صنع القرارات الصحيحة. ولذلك احرص دائما على قراءة المواقف الحياتية بصورة صحيحة، وقم بوضع سيناريوهات واحتمالات عديدة، بعيداً عن الانفعالات اللحظية. رابعاً، المرونة: المرونة في صنع القرارات من خلال التحرك بين البدائل المختلفة والتركيز على البديل الأنسب، من أهم عوامل صنع القرارات الصحيحة ولذلك لابد أن تتحلى بالمرونة، وأن تركز على العواقب المأمولة (بعيدة المدى)، وليس على النتائج الحالية (قريبة المدى)، لاتنظر تحت قدميك فقط. خامساً، كن موضوعياً: إن فهم السقف المنطقي للأمور واختيار الحلول المناسبة من خلال التوازن في التفكير والسلوكيات، من أهم مقومات صنع القرارات الصحيحة؛ ولذلك ركز على البحث عن الحلول المناسبة (التي تغطي معظم احتياجاتك)، ولا تتجمد في مكانك بحثاً عن الحلول المثالية (التي ترى أنها تغطي كل احتياجاتك). سادساً، ترتيب الأولويات: ترتيب الأولويات والتفريق بين الهام وغير الهام وبين العاجل وغير العاجل، وبين ما يمكن أن تستغني عنه وما لا يمكن أن تستغني عنه، يجعل قراراتك صحيحة بدرجة كبيرة؛ ولذلك لابد أن تتدرب على ترتيب أولويات حياتك، والتركيز على بذل المجهود في مواضع الحرث المثمر، وعدم الانجرار إلى مواطن الصراع المهدرة للطاقات. سابعاً، المبادرة: إن القدرة على المبادرة واغتنام الفرص، وكذلك القدرة على إدارة الموارد الحالية لخلق فرص جديدة، من أهم مقومات صنع القرارات الصحيحة. ولذلك يجب أن تتجنب التردد الذي يجعلك تقف متحيراً بينما تمر الفرص من أمامك فرصة تلو الأخرى، كن مبادراً واغتنم الفرص قبل ضياعها، واصنع فرصتك بنفسك! ثامناً، توازن الشخصية: إن توازن الشخصية الذي يؤدي إلى دراسة البدائل من جميع جوانبها، وحساب المخاطر حسابا متوازنا دون تهويل أو تهوين يجعل قراراتك صحيحة؛ ولذلك لابد أن تدرس جوانب الأمور دراسة جيدة، دراسة من يوازن بين المكاسب والخسائر، ولا تظن أنه ليس لديك ما تخسره، كلنا لدينا ما نخسره، فاحذر التهاون في حساب المخاطر! تاسعاً، الاستقرار والشعور بالأمان: الشعور بالأمان، والاطمئنان لمجريات الأمور، واستقرار الأحوال، وعدم الخوف من خوض تجارب فاشلة، من أهم مقومات صنع القرارات الصحيحة، ولذلك ركز على توفير عوامل الأمان من حولك قبل اتخاذ قراراتك؛ فإن ذلك يزيد قدرتك على التركيز على الجوانب الإيجابية، ويجعلك تتخذ قرارات صحيحة. عاشراً، التوقيت الصحيح: إن حسن الترتيب الزمني للأمور، واتخاذ القرار في الوقت المناسب، من أهم أسباب تحقيق النتائج المرجوة من قراراتك، مما يجعل قراراتك صحيحة. ولذلك لابد أن تدير وقتك جيداً، وأن تدرس الفعل و رد الفعل، كي تتوقع النتائج المترتبة على قراراتك، وبالتالي تتحين التوقيت المناسب لكل قرار. وفي الختام.. دعوة لك عزيزي القارىء إلى تفعيل تلك المبادىء العشرة أثناء صنع قراراتك كي تكون قراراتك صحيحة، وتدير دفة حياتك في المسار الصحيح.
مشاركة :