الدكتور ربيع حسين يكتب لبرق: واجه مخاوفك

  • 6/30/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

القراء الأعزاء، خلال مسيرة الحياة نواجه العديد من المواقف والتحديات والتجارب المؤلمة مثل تجارب الفقد والخيانة والخداع والمرض وغيرها، مما يؤدي إلى ترسيب الشعور بالخوف في العقل اللاواعي لدى كل منا؛ هذا الشعور الدفين يظهر كلما تعرضنا لمثيرات الخوف، أي عندما يتعرض أحدنا لمواقف مماثلة أو مشابهة لتلك التي رسبت الشعور بالخوف لديه. ومن أمثلة ذلك عندما يود شخص فحص عينة دمه ويتم وخز إبهامه “بالإبرة” ويشعر بالألم من ذلك الوخز، يقوم العقل اللاواعي بتخزين تلك التجربة، وعندما يتعرض نفس الشخص لمثير مماثل، أي عندما يتعرض مرة أخرى لوخز “الإبرة” يقوم العقل اللاواعي باسترجاع الشعور بالألم، فتظهر على الشخص مظاهر الخوف. وقد تكون هذه المظاهر غير متوقعة من مثله؛ فنرى مثلا شخصا فارع الطول، عريض المنكبين، قد أخذ يفرك كفيه، يتقدم خطوة ويتأخر أخرى، وقد يتعرق ويحمر وجهه، والموضوع كله مجرد “شكة إبرة”. وقد يصاب البعض بنوبات خوف شديد “نوبات هلع” لمجرد رؤية صرصور أو فأر أو ضفدعة، أو عند ركوب الطائرة، أو عند ركوب المصعد أو في الأماكن الضيقة أو الأماكن الفسيحة أو في الأماكن المرتفعة أو عند مواجهة الجمهور، وغير ذلك من المواقف التي تظهر فيها أعراض الخوف “الرهاب”. إن وجود مثل هذه المخاوف في حياتنا يحد من أنشطتنا الفردية والاجتماعية “life limitations” ويؤدى إلى شخص “خواف” محاط بالرهاب، مما يؤثر سلبا على حياة الفرد وعلى سلامة المجتمع. وللعمل على مواجهة المخاوف ومقاومتها والتخلص منها، لابد لنا من التعرف على أنواع المخاوف وتصنيفها بوضوح لفهم طرق التعامل معها؛ وتنقسم المخاوف في عمومها إلى قسمين: المخاوف الحقيقية: وهي مسببات الخوف التي تشكل تهديدا حقيقيا للإنسان، مثل الأمراض الخطير، التعرض لحادث سير، مواجهة حيوان مفترس أو حيوان سام حتى لو صغر حجمه “مثل العقارب والعناكب السامة”، التعرض لحريق أو الصعق بتيار كهربائي، إنذار بالفصل من عملك، أو غير ذلك من الأسباب التي يمكن أن تسبب ضررا حقيقيا لكل منا. المخاوف الوهمية: وهى مسببات الخوف التي لا يمكن أن تشكل تهديدا حقيقيا للإنسان، مثل الصرصور، الوزغ “البرص”، الطائرة ، المصعد “الأسانسير”، توبيخ من معلمك يريد به أن تلتزم بدروسك، وغير ذلك من الأسباب التي لا يمكن أن تسبب ضررا حقيقيا لكل منا. ولذلك أدعوك عزيزي القارئ إلى تصنيف المخاوف من حولك، حتى تتعامل مع كل عنصر بقدره ولا تكبر الأمور عن حجمها المناسب “لا تصنع من الحبة قبة”، مما يقلص من دائرة الخوف حولك ويؤي إلى شعورك بالأمان أكثر فأكثر. عزيزي القارىء، المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف؛ فكلما واجهت مخاوفك.. كلما صغرت وتلاشت، بينما كلما هربت من مواجهتها، كلما كبرت وتعاظمت.. بس كدا.. حياكم الله. الدكتور ربيع حسين مستشار سيكولوجي إكلينيكي

مشاركة :