بعض الناس يتمتعون بقدرة كبيرة على جذب انتباه الآخرين أثناء حوارهم ويجعلونك تشعر أن حوارهم جذابا وفعالا، بينما البعض الآخر يتسمون بالحوار الممل والثرثرة الجوفاء. ولكي يصبح حوارك جذابا وفعالا؛ يجب عليك أن تضيف بعض الحليّ (المحسنات البديعية) إلى حوارك، وبعض البهارات إلى أسلوبك. وهناك العديد من الأسرار التي تجعل حوارك جذابا وفعالا، وأهم تلك الأسرار ما يلي: أولا، ترتيب الأفكار قبل الحوار: من المهم جدا أن تقوم بترتيب أفكارك قبل الدخول في الحوار مع الآخرين، وذلك يجعل أفكارك تنساب بسهولة وتصل إلى الطرف الآخر بترتيب متسلسل، كما يجب أن يكون ذلك الترتيب منطقيا، والترتيب المنطقي للأفكار يعني أن كل فكرة تكمّل ما قبلها وتمهّد لما بعدها، وعلامة ذلك أننا إذا حذفنا فكرة ما فإن المعنى يختل ولا يستقيم، واعلم أنك كلما تدربت على ترتيب أفكارك قبل الحوار مع الآخرين، سوف تتعود ذلك الأمر ويصبح أمرا تلقائيا لا يحتاج إلى عناء أو مجهود. ثانيا، طريقة التعبير عن أفكارك أثناء الحوار: مهما كانت أفكارك جيدة ورصينة، فإن قوة أفكارك لا تكمن فقط في كونها صحيحة أو كونها مميزة، بل تكمن في طريقة تعبيرك عن تلك الأفكار؛ فكم من أفكار كانت رصينة ومميزة، إلا أن طريقة التعبير الباهتة جعلت تلك الأفكار تفقد قيمتها وتتهاوى أمام أفكار أقل منها في القيمة. إن طريقة تعبيرك عن أفكارك هي بمثابة الملابس التي تزهو بها أفكارك، وهي المكياج الذي تتجمل به أفكارك، فاحرص دائما على طريقة عرض مميزة لأفكارك. ثالثا، التحدث بالقدر اللازم: الحوار الفعال مبني على قاعدة هامة ألا وهي (الكلام كالدواء.. قليله ينفع وكثيره يضر) ولذلك يجب أن تتحدث بالقدر اللازم فقط، حسب احتياج كل موقف، ولا تظن أن من يتكلم كثيرا هو من يكسب في الحوار، بل من يتحدث بالقدر اللازم في الوقت المناسب، وتذكر دائما أن كثير الكلام ينسي بعضه بعضا، وبالتالي يجب أن تدرس جيدا الفائدة المرجوة من كلامك، فكلمة واحدة قد تقلب الطاولة عليك، وأيضا كلمة واحدة قد تنجيك من مأزق كبير. رابعا، تنويع نغمة الصوت: من فنون الحوار الجذاب أن تقوم بتنويع نغمة صوتك، وأن تستخدم النغمة المناسبة للتعبير عن كل فكرة بما يناسبها؛ فمثلا الأفكار الحماسية تحتاج إلى نغمة تدل على الحماس، بينما الأفكار العاطفية تحتاج إلى نغمة دافئة رقيقة تدل على العواطف ودفء المشاعر، واعلم أن حديثك بنغمة واحدة (monotone) يجعل حديثك رتيبا مملا، ويكون بعيدا تماما عن الجاذبية والتأثير في الآخرين. خامسا، تفعيل الجانب العاطفي: من أهم أسباب نجاح حوارك مع الآخرين تفعيل الجانب العاطفي في تعبيرك عن أفكارك، بمعنى تغليف أفكارك بغلاف من المشاعر والعواطف؛ إن اللعب على وتر العواطف والمشاعر، يفعل في كثير من الأحيان ما لا تفعله الأفكار التي تخاطب العقل والمنطق، ولذلك خاطب عواطف الناس وداعب مشاعرهم، إن كثيرا من قرارات الناس مبني على الجانب العاطفي وعلى الارتياح النفسي، وقد يتنازل الإنسان عن كثير من الأمور لمجرد شعوره بالارتياح، والعكس صحيح. واعلم عزيزي القارىء، أن ذلك يضفي إلى شخصيتك مذاقا خاصا، كما أنه من أوجه التقرب إلى الله عز وجل، حيث قال الله جل جلاله؛ (وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا (53).. سورة الإسراء. وفي الختام، درّب نفسك كثيرا على تلك المهارات الخمس، وسوف ترى نتائج رائعة في تحسن طريقة حوارك مع الآخرين، حياكم الله.
مشاركة :