وصف خبراء وقوف قطر وتركيا بجانب الحرس الثوري الإرهابي بأنه يعبر عن مدى ارتباط النظامين بجماعات مسلحة منخرطة في تخريب المنطقة إلى درجة انتقاد القرار الأميركي بتصنيف جماعة مسلحة إيرانية منخرطة في عمليات إرهابية كمنظمة إرهابية. وقال الخبراء لـ «الاتحاد» إن النظام القطري سيضطر في المرحلة المقبلة إلى استنزاف المزيد من أموال وثروات الشعب القطري من أجل دعم النظام الإيراني الذي يواجه ضغوطات اقتصادية ودولية بسبب دعمه للإرهاب.وانتقد النظام القطري القرار الأميركي بإدراج ميليشيا «الحرس الثوري» ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية، وقال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو، إن «القرار الأميركي لا يعالج المشاكل، ويعد أحاديًا». وأضاف أن «إيران لها وضعها الإقليمي والجغرافي، يتطلب أن ننظر إليها باعتبارها مختلفة سواء اتفقنا معها أو اختلفنا؛ ونحن في قطر نؤمن بأن الحوار هو الحل الأمثل في مثل هذه الأمور». وفي الإطار نفسه قال تشاووش أوغلو إن القرار «ليس مفهوما، ومتناقضا، ويؤدي إلى عدم الاستقرار في المنطقة»، على حد قوله. وأضاف «مثل هذه القرارات ستؤدي إلى اضطرابات في منطقتنا، وفور أن تبدأ في الخروج على القانون الدولي لا يمكن معرفة أين سيتوقف ذلك». واعتبر الدكتور فكري سليم، أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة القاهرة، أن معارضة قطر لقرار تصنيف الولايات المتحدة الأميركية الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية ليس له قيمة، مشيراً إلى أن قطر لا تستطيع الاعتراض على أي قرار أميركي، وذلك على الرغم من تأثر مصالحها والجماعات التابعة لها المنتشرة في الدول العربية بالقرار. وأضاف فكري أن تركيا على عكس ما هو معلن ستكون سعيدة بالقرار الأميركي، لأن إيران تناوئ مصالح تركيا في سوريا، وبالتالي هناك احتمالية كبيرة بأن يرحب الرئيس التركي أردوغان بالقرار حتى وإن صدرت تصريحات من تركيا بعكس ذلك في ازدواجية مستمرة للنظام التركي الحالي. وحول تأثير القرار الأميركي على قطر كشف فكري عن أنه سيكون للقرار تأثيرات سلبية على قطر بسبب الصلات القوية التي تربطها بإيران، موضحاً أن المقاطعة العربية الاقتصادية لقطر أثرت عليها كثيراً، حتى أن النظام القطري اعتمد على إيران نكاية في الدول العربية، وبالتالي لو تم تطبيق الحصار كاملا على إيران فستتأثر قطر بشدة بهذا القرار. وبحسب وكالة «رويترز» فإن التقديرات تشير إلى أن الحرس الثوري يضم 125 ألف فرد ويشمل وحدات عسكرية وبحرية وجوية، كما يقود (الباسيج) وهو قوات متطوعين شبه عسكرية ويسيطر على البرامج الصاروخية الإيرانية. من جانبه، قال الباحث في العلاقات الدولية، محمد حامد، إن قرار الحظر الأميركي للقوات الإيرانية يصب في مصلحة المنطقة والدول العربية، لا سيما أن كل الجماعات والقوات الإيرانية محظورة في قرارات مسبقة ومطبق عليها عقوبات، لكن القرار سيؤثر بالفعل على الجماعات المتطرفة والإرهابية التي تدعمها إيران وتركيا وقطر في العديد من الدول في مقدمتها اليمن وسوريا وليبيا. وأوضح حامد لـ«الاتحاد» أن التأثير المباشر على قطر وتركيا ظهر في رفضهما للقرارات، وهو ما يعد أكبر إدانة لهما، مشيراً إلى أن الفترة القادمة ستشهد المزيد من التغطية المادية لمساعدة إيران من قبل الدولتين التركية والقطرية خاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها طهران.
مشاركة :