قال تقرير صادر عن قسم الأبحاث في «إي دي إس إس» إن النفط هو أحد الصفقات الأكثر ربحية لهذا العام، وارتفعت أسعار «الذهب الأسود» بأكثر من 40% منذ عام حتى الآن، لذلك من الطبيعي أن يسأل المستثمرون ما إذا كان هذا الارتفاع سيمتد لأبعد من ذلك أو ما إذا كان ينبغي عليهم جني الأرباح والبحث عن أصول استثمارية أخرى. وللإجابة على هذا السؤال، يتعين علينا إلقاء نظرة على العوامل المحيطة بهذا التحرك الصعودي، وتقييم فعاليتها وكيف ستؤثر على حركة السعر في المستقبل. وللتذكير، فقد انخفضت أسعار النفط إلى 42 دولاراً للبرميل الواحد في نهاية العام الماضي بعد جهود مُنسّقة للسيطرة على العرض الزائد في الأسواق. وتدريجياً بدأت الأسواق العالمية في الاستقرار، حيث قادت منظمة أوبك مبادرة لخفض الإنتاج من أجل تحقيق التوازن مرة أخرى بين مستويات الطلب والعرض. وتحركت أوبك +، التي تمثل تحالف الدول الأعضاء في أوبك إلى جانب عدد قليل من الشركاء الآخرين، مثل روسيا والمكسيك، لتقليص الإنتاج من أجل استعادة الثقة والربحية لمنتجي النفط حول العالم. وكنتيجة لذلك، ارتفعت أسعار النفط خلال الأشهر الثلاثة الماضية بصورة ملحوظة ووصل سعر البرميل الواحد إلى 64 دولاراً. في الوقت الراهن، تعهدت أوبك بالحفاظ على خفض الإنتاج في المدى المتوسط، مما يشير بأن الإمدادات ستبقى محدودة ما يوفر الدعم للاتجاه الصعودي. في الوقت نفسه، ساهم عدد من العوامل الجيوسياسية أيضاً في هذا التحرك: أولها العقوبات الأميركية ضد النفط الإيراني والتي قلّصت الكمية المتاحة من النفط الخام في الأسواق. ووفقاً للولايات المتحدة، فإن العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران قد أزالت حوالي 1.5 مليون برميل من صادرات النفط الإيراني من السوق منذ مايو 2018، بينما فرضت مؤخراً عقوبات على الواردات النفطية من فنزويلا، مما قلل من إمدادات النفط.ووفقاً للتقرير، فأحد الأسباب الرئيسية التي تجعلنا متفائلين بشأن توقعات أسعار النفط الخام على المدى المتوسط هو النقاش الحاصل حول تباطؤ عالمي محتمل. وظهرت هذه المخاوف في وقت سابق من العام، وتأتي في أعقاب الحرب التجارية، التي قادتها الولايات المتحدة على الصين والتداعيات التي سببتها على الاقتصاد العالمي.
مشاركة :