حدث في مثل هذا اليوم:ميلاد المسرحي صمويل بيكيت

  • 4/14/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في مثل هذا اليوم 13 أبريل 1906 وُلِد صمويل بيكيت في دبلن في أيرلندا، كان والده «ويليام فرانك بيكيت» يعمل في المقاولات، أما والدته «ماريا جونز رو» فقد كانت ممرضة. درس بيكيت في البداية في مدرسة «ايرلسفورت» في دبلن، ثم انتقل إلى مدرسة «بورتورا رويال» وهي المدرسة ذاتها التي ارتادها الأديب الأيرلندي «أوسكار وايلد»، وفي عام 1927حصل بيكيت على شهادته الجامعية من «جامعة ترينيتي». في إشارةٍ إلى طفولته بيّن بيكيت أنه كان قليل الفرح في صغره، وقد تعرض ذلك الفتى إلى نوبات كآبة على فترات عدة، وهو الأمر الذي كان له أثر على كتاباته فيما بعد. أقام بيكيت في عام 1928 في باريس، ومن خلال إقامته هناك تعرّف على الأديب الأيرلندي «جيمس جويس» فلازمه بيكيت وأصبح تلميذًا ومساعدًا له. وكتب بيكيت في ذلك الوقت العديد من القصائد والقصص وأعمالا أخرى، وكان يتنقّل بين فرنسا وبريطانيا وألمانيا، وقد قابل في تنقلاته هذه العديد من الأفراد والشخصيات الذين ألهموه كتابة أهم شخصيات رواياته ومسرحياته. في أثناء وجوده في باريس في عام 1937 تعرّض بيكيت للطعن في أحد الطرقات، وتمّ نقله إلى المشفى، إذ قابل هناك «سوزان ديتشوفوكس دوميسنيل» والتي كانت تدرس عزف البيانو في باريس، وحينها بدأت بينهما علاقة استمرت طويلاً إلى أن تُوِّجت بالزواج. وقد لاقى أول كتاب ينشره بيكيت والذي هو «مالوي» إعجاب النقاد الفرنسيين على الرغم من عدم تحقيقه الكثير من المبيعات، أما مسرحية «في انتظار غودو» فقد حققت نجاحًا سريعًا حين تمّ عرضها في مسرح «بابيلون» ولاقت استحسان الكثير من النقاد ما أكسب بيكيت شهرةً عالمية. كَتب بيكيت باللغتين الفرنسية والإنجليزية، لكنّه كَتب أشهر وأهم أعماله باللغة الفرنسية. على الرغم من قناعة بيكيت أن أعماله ينبغي أن تكون ذاتيّة صادرة عن تجربته وأفكاره الشخصية، فإنه قد كان جليًّا في أعماله تأثُّره الواضح بِـ«دانتي» و«رينييه ديكارت» و«جيمس جويس». حملت أغلب أعمال بيكيت طابع السوداوية والتشاؤم وتميّز بيكيت بأسلوب الكوميديا السوداء في إبراز العنصر الإنساني حيث أنه يعرض الأشياء الكئيبة التشاؤمية بأسلوب فكاهي، ولم يكن التركيز في مسرحياته على الزمان ولا المكان وتميزت الحبكة في أعماله بالغموض وهو ما عرف بـِ «مسرح العبث». خلال الحرب العالمية الثانية بقي بيكيت في باريس وانضم إلى المقاومة الفرنسية ضد النازيين، واستمر في نضاله حتى عام 1942 حين تمّ اعتقال أعضاء مجموعته في المقاومة الفرنسية من قبَل الشرطة السرية النازية «الغوستابو» فقام بيكيت بالهروب مع سوزان إلى المنطقة الحرة غير الخاضعة للاحتلال النازي ومكثَ هناك حتى نهاية الحرب. تمكّن بيكيت في فترة ما بعد الحرب من كتابة الكثير من أعماله، حيث كتب خلال خمسة أعوام كتبه التالية: «إلوثيرا»، «في انتظار غودو»، «نهاية اللعبة» «رواية مالوي»، «مالون يموت»، «غير القابل للتسمية»، «ميرسييه وكاميرا»، بالإضافة إلى كتابي قصة قصيرة وكتاب في النقد. بالنسبة إلى بيكيت فقد كانت فترة الستينيات مليئة بالتغيرات حيث لاقت مسرحياته رواجًا عالميا، وتلقّى العديد من الدعوات لحضور بروفات وعروض لمسرحياته فأصبح بيكيت نتيجة لذلك مخرجًا مسرحيا. كتب بيكيت عام 1956 بشكل مأجور لِلـ «بي بي سي» أعمالاً إذاعية وتتالت بعدها عليه العروض ليكتب بيكيت في الستينيات العديد من الأعمال الإذاعية والسينمائية المميزة. في فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي ومن منزله الصغير في ضواحي باريس استمر بيكيت في الكتابة مُعطيا كل اهتمامه ووقته لأعماله الأدبية هاربًا في ذلك المكان من الشهرة والأضواء. وفي عام 1969 نال صمويل بيكيت جائزة نوبل للآداب، وقد رفض بيكيت تسلم الجائزة بنفسه مُتجنّبًا بذلك إلقاء خطابٍ على الملأ عند تسلم الجائزة، على الرغم من ذلك فلا يمكن اعتبار بيكيت شخصًا منعزلاً فقد كان يلتقي العديد من الفنانين والأدباء والعلماء والمعجبين بأعماله ليتناولوا الحديث عن أعماله. كان على علاقة ب باربرا بري منذ الخمسينيات، واستمرت علاقتهما حتى وفاته. تزوج عام 1961 من سوزان ديتشوفوكس دوميسنيل، ولكن بالسر في مراسم مدنية أقيمت في إنجلترا. وفي أواخر الثمانينيات تراجعت حالة بيكيت الصحية واضطر للانتقال إلى دار تمريض ليتلقى العناية الطبية اللازمة، وبعد أشهر من وفاة زوجته سوزان تُوفّي صمويل بيكيت في 22/12/1989 في المستشفى نتيجة لمشاكل في جهازه التنفسي.

مشاركة :