* قد يختلف البعض في وجهات النظر مع معالي الدكتور حاتم بن حسن المرزوقي نائب وزير التعليم للجامعات والبحث والابتكار إِبّان إدارته لـ»الجامعة الإسلامية» بالمدينة المنورة لنحو سنتين؛ ولكن المنصف بالتأكيد سيبصم على إخلاص وجِدِّيَّة معاليه، ومهاراته القيادية الفَذّة، وقدرته على حَرق مسافات الزمن في الوصول لأهدافه في تطوير الجامعة، لاسيما في «مجالات التقنية، والدراسات العليا والبحث العلمي، وفي تشجيع الابتكار، والعمل على مواءمة برامج ومخرجات الجامعة مع التحول الوطني 2020م، ورؤية المملكة 2030م». * وما يُمَيّز رحلة الدكتور المرزوقي وقت إدارته لتلك الجامعة ثقته بأبنائها الشباب من أعضاء هيئة تدريس والموظفين؛ حيث تمّ تصعيدهم لمناصبٍ قيادية في الكليات والعمادات المساندة، وبعض المهام الأخرى؛ فكانوا عند حُسن الظن، فقد أبدعوا، ونجحوا في تحقيق جامعتهم للعديد من المنجزات الكبيرة والكثيرة والنّوعية. * فنَعَم نَعْتَزُ بمن صنعوا الحاضر من الجيل الماضي، ونُقدِّر جدًا خبراتهم وعطاءهم وتفانيهم في خدمة وطنهم ومجتمعهم، وحقهم أن يحملوا لواء الاستشارات والتدريب، ولكن احتكارهم للوظائف القيادية لسنواتٍ طويلة، وتجاهل حماس ومهارات شباب الوطن المؤهل بحجة البحث عن الخبرات، قد وأد طموحات أولئك الشباب، وحَدَّ من مساهمتهم في بناء وتنمية بلادهم، كما أن (الخبرة) هو الشرط التعجيزي والمعول الذي تحاول به كثير من شركات القطاع الخاص هَدم منظومة توطين وظائفها القيادية. * وهنا يبدو لي أن التواصل المفتوح بين الأجيال، وكذا التقنية الحديثة، والذكاء الاصطناعي، كل ذلك قد أدى إلى تراجع (دور الخبرة) في قطاع الأعمال؛ فما كان يكتسبه الإنسان من خبرات في عقود، أصبح في عصرنا الحاضر يصل إليه في عدة شهور؛ فالمهم اليوم التخصص والتأهيل العلمي، والمهارات، والقدرة على الإفادة من ثورة التقنية التي تساهم في سرعة الإنجاز وجودته. * أخيرًا (الخبرة) لا تأتي إلا بالممارسة والتطبيق العملي؛ وبالتالي فاشتراطها من أهم العوامل التي أغرقت شبابنا في ظُلُمَات البطالة؛ رغم ما يتكئون عليه من شهاداتٍ علمية عليا، ومهاراتٍ وصفاتٍ قيادية؛ فهل تلتفت «وزارة العمل» لذلك الشرط؛ الذي تَمْتَطِيه العديد من مؤسسات القطاع الأهلي لِتُحَارِب السَّعْوَدَة، أما قطاعنا الحكومي فهذه دعوة له لاستنساخ تلك التجربة الناجحة التي زرعها في الجامعة الإسلامية معالي الدكتور حاتم بن حسن المرزوقي نائب وزير التعليم للجامعات والبحث والابتكار.