علموا بناتكم منذ عام تقريبا أي في بدايات عام 2018 دخلت قاعة المحكمة دائرة صحة التوقيع وجلست بجوار سيدة لها قضية فسألتني هل تقول للقاضي أنها لم تقبض باقي المبلغ ؟ فرددت عليها أن دعاوي صحة التوقيع لا تتناول محتوي المحرر العرفي ولكنها تقتصر علي الإعتراف بصحة التوقيع أو إنكاره فقط , وأخبرتها أن تقول للقاضي أنها تريد التأجيل لجلسة أخري حتي يتم قبض باقي الثمن . فقالت لي ربما زوجها يرفض ذلك , وأكملت - هو اللي خلاني ابيع بيت أبويا , وقبض مقدم عشرين ألف , وأنا أخدت ستين ألف لما وقعت العقد , وباقي عشرين ألف . هو خلاني أعمل له توكيل . لكن الرجل الذي أشتري البيت قال لازم أنا أوقع علي العقد . فسألتها هو منزل والدك أين ؟ فأجابت في منطقة أعرف أنا أنه من المستحيل أن يقل فيها سعر المتر عن مبلغ محدد وأنه حتي لو باعت بالخسارة سيكون ثمن مساحة منزلها علي الأقل ثلاثمائة ألف . فقلت لها : هذا مبلغ قليل . لماذا تبيعين بهذا السعر , وكان الأفضل أن تحتفظي بالمنزل حتي يرتفع سعره . فأجابت وهي تشير إلي طفلتين بجوارها , خفت من المشاكل وهددني بالطلاق , وأنا ماليش حد , وعاوزة أربي بناتي . فسألتها مرة أخري , ولماذا لم تقبضي البلغ كله مرة واحدة , فردت أن زوجها هددها بالطلاق إذا لم تقم بعمل توكيل وأنه تفاوض مع المشتري , ولكن المشتري صمم أن يكون العقد بأسمها وتحضر بنفسها الجلسة وتقر له بالتوقيع . بالطبع تلك السيدة لم يعلمها أهلها أنه لا حياء في الحق , وأن طاعة الزوج تكون في أمور كثيرة واجبة , ولكنها لا تكون واجبة عندما يتم سلب الحقوق أو الأمر بما نهي الله عنه . كثير جدا من النساء يأتي نصيبها مع شخص لم يتعلم أمور الدين ولا الأخلاق , وكثير جدا من الرجال يري أنه له الحق في التصرف في كل ما تملك زوجته . بل وأنه يهددها بالطلاق إن لم تستجب لما يطلبه منها . وللعدل قد يجردها من ممتلكاتها , وربما وهو يفعل ذلك لا ينوي الغدر . ولكن الذي يحدث بعد ذلك من غدر غير مخطط له , لا تجد معه الزوجة حماية من تقلبات الدهر , وربما تعاني مرارة الإحتياج والعوز . و تذكرت يوما كانت لي صديقة تعمل هي وزوجها في إحدي بلدان الخليج , وعندما أرادا شراء عقار لهما ولمستقبل أولادهما , وأثناء تواجدهما لكتابة العقد , سأل البائع عن الأسم الذي يكتبه كمشتري , فرد الزوج وكتب أسمه , رغم أن المال كان مناصفة , وما أرادت أن تكسر كلامه حسب قولها , وتحفظ له قدره أمام الأغراب وبعد أن دفعت كل ما تملك أصبحت رهينه لديه مثل الأسيرات , لا تجد التعامل الحسن وتخشي الطلاق حيث لا يوجد معها ما يكفيها لتعيش بكرامة حقيقية . وأنا أقول لكل أسرة علموا بناتكم الحق , وأنه لا حياء في الدين . ولا حياء في الحق . وأقول لمثل تلك النساء لا تتنازلي عن حقك في الحفاظ علي مالك , ومن يريد مقابلا للإحتفاظ بك , لا تحتفظي به , وحتي لو كان معك منه عدد كبير من الأولاد . لأن التنازل عن حقك هو أول درجة في ضياع باقي حقوقك ومهما تنازلتي فلن تجبري شخصا علي التمسك بك . وأقول للرجل ليس معني أن زوجتك تريد الإحتفاظ بمالها هي عاصية لك أو تكرهك أو لا تحترمك , هي فقط تستعمل حقها الذي أمر الله به وفقط . أما من تريد أن تعطي زوجها دون ضغط ومن طيب نفس كما قال الله في كتابه الكريم , فهي وما تشاء . ولكن لا تكوني ضعيفة , فمن يريد الحفاظ عليك سيظل معك , ومن يريد الإستغناء عنك لن تستطيعي أن تحتفظي به ولو كنتي له طوع الأمر أنت وكل ما تملكين . لأن الذي جبلت نفسه علي الأنانية وحب الذات , أو الإستغلال , والسطو علي حقوق الآخرين لن يحفظ لك ودا ويكون البعد عنه أفضل من الإقتراب . وأقول للرجل لابد أن تكون قدر الأمانة , فما لا ترتضيه لأبنتك أو أختك , لا ترضاه لزوجتك .,وأن الرجولة هي حماية الحقوق . و علموا أولادكم وبناتكم ما هي الحقوق , وأن الرجوع للحق فضيلة , وأن العلاقات تستمر وتقوي عندما تكون خالية من الضغوط , وعندما تكون الكرامة مصانة والنفوس صافية , والود ومراعاة حقوق الله موجود . للحديث بقية .لتعلموا بناتكم
مشاركة :