الحمداني يكتب لبرق فن الدبلوماسية في البرتوكول والاتكيت

  • 4/30/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

يتفاخر الدبلوماسيون من مختلف المدارس الدبلوماسية الأجنبية حول طبيعة إتيكيت فن إدارة ولباقة الحديث سواء على المستوى العائلي الشخصي أو على مستوى الوفود وكبار الشخصيات، وكيف يتبارون في وضع الخطوات التي تبدي أعلى مراحل اللياقة في المقابلات وكيفية التميز بين الجميع، سواء الفردي الشخصي منها أو لكبار الشخصيات، وكذلك طبيعة الحديث وأنواعه، وكلٍّ حسب مستواه وطبيعة العلاقة مع الطرف الثاني، ويبدأ إتيكيت فن إدارة الحديث وكيفية التناغم من قبل المتكلم؛ حيث نرى الابتسامة وحلاوة الروح والبشاشة ورحابة الصدر التي تميزت بها المدارس الدبلوماسية الغربية على وجه الخصوص ويتفاخرون بأنهم هم من الأوائل في هذا مدخلات الحديث وأشكاله وطبيعة الطرف الثاني. يقول شكبير: (نحن بحاجة الى فن إدارة الحديث ولباقة اللسان أحياناً لمعرفة ما يخفيه الآخرون في قلوبهم، قد تجد ما يجعلك في ذهول وقد تجد ما تنحى له احتراماً). اللقاء الاعتيادي الأول سواء الاجتماعي منه أو الرسمي في الأنشطة العامة يبدأ الحديث عن البرنامج التلفزيونية وما يدور حول العالم لأنه يعكس ثقافة الشخص، كما يتطور الحديث عن أبرز المنشورات في المواقع الألكترونية من مجلات وصحف جذبأ للقراء وآخر مستجدات التكنولوجيا. إن فن الحديث يعتبر من أهم مقومات الدبلوماسية معتمداً على مقومات بسيطة سوف ندرجها لاحقاَ، والحديث دائما يكون بين طرفين على ان يبدأ حديثك بابتسامة بسيطة ونظرة صادقة، وانتظر من المقابل حتى يرد الابتسامة قبل أن تنطق بالكلمة الاولى. اختر المدخل المناسب لموضوع حديثك وفقاَ للموقف الذي أنت فيه لغرض البدأ. ندرج بعض هذه النقاط ذات الأهمية بالنسبة لكيفية إدارة فن الحديث والتميز به وهي: أولا: علم وفن المعنى والنحو؛ كل حديث يحتاج الى مقدمة وبداية ومستنداَ على علم المعنى وفيه انتقالات واضحة في نبرة الصوت لأن الأنتقال من نقطة الى أخرى مطلوب لغرض التشويق والاسترسال بالأفكار حتى يتابعك الطرف الثاني ولاينصرف عنك من خلال عينيه، فاذا كان لديك بداية الحديث مشوق وصادق وذو هدف فإن المستمع سيكون معك من البداية الى النهاية معتمدأَ على علم المعنى للوصول للهدف ومستندأَ على أبسط قواعد النحو. ثانيا: علم وفن الكلمة؛ يتميز المحدثون المهرة بأنهم على درجة عالية من الوعي بالكلمات المهنية التي يستخدمونها ومدى تأثيرها على المتلقي فهم يتحدثون بقوة الكلمة ولذلك نحن دائما نقول على هذا الشخص بأنه (دبلوماسي) أي أنه عنده قوة وعلم الكلمة المؤثرة وإن لم يكن دبلوماسياَ وإن كان انساناً بسيطاً. ثالثا: تسلسل وتنظيم الأفكار؛ على المتكلم عدم القفز في الأفكار من موضوع إلى آخر بل يجب أن تكون متسلسلة ضمن بداية الحديث إلى نهايته بكلمات راقية التعبير وبلباقة اللسان التي تجلب المستمع إليك، وتجنب الكلمات والمفردات الدارجة والعامية التي تدفع أفكارك عن المسار الصحيح وبالتالي فإن المتلقي يأخذ نظرة عكسية على شخصيتك، لذلك عليك دائماً أن تستمع أنت بالحديث أولاً كي يقنتع الطرف الثاني، ولا تنسى أبداً الابتسامة البسيطة. رابعا: لغة الجسد ومهاراتها؛ استخدام نبرة وطبقة الصوت وهي أحد مقومات ثلاثية الشخصية (العقل، الخيال والصوت) وهي تساعدنا بالوصول إلى غايتنا بحسن استخدامه لنبرة الصوت والتحكم فيه وعدم المبالغة في استخدام اليدين وفتح العنيين أو حركة الرموش لكي تصل الكلمة إلى آذان المستمع بكل مقومات نجاح وهي لباقة اللسان والكلمة ويبقى المستمع منشد لجمالية الحديث، ولأن صوتك هو الوسيلة التي تعرض أفكارك فإن الأداء الصوتي ذو الوتيرة الواحدة يؤدي إلى الشعور بالملل، وأن الصعود والانخفاض بنبرات الصوت تثير المستمع وتملأ قلبه وعقله بالحماسة ويبقى يقظاَ معك؛ وللصوت فنون ووجوه وهي (عالي أو مرتفع للغاية، منخفض أو منخفض للغاية، صاخب للغاية، إيقاع والتنغيم، الاندهاش والتعجب، التحسر وعدم الرضا). وفي الختام علينا جمعياً الانتباه إلى مايلي: فن ولباقة الحديث يحتوي على عدة وجوه وأهمها : اعلم أن الاختلاف في الرأي لا يفسد القضية/ احترام الرأي الآخر /اختم الرأي بكلمة رقيقة وجمل ودية/ حافظ على ابتسامتك وهدوء أعصابك/ خاطب المستمع على قدر ثقافته / نبرة الصوت التي تناسب المسافة بينك وبين المستمع/ تجنب استخدام ألفاظ تحمل أكثر من معنى أو كلمات أجنبية / أفسح مجال للطرف الآخر للتعقيب / راقب ردود فعل المستمع حتى يتبين مدى فهمه واستقباله لحديثك/ تأكد أن يكون توقيت ومكان الحديث مناسب جداً ومستندا.ًعلى الحالة النفسية الهادئة للمستمع لتقبل حديثك. همسة: ابتعد عن الحديث في (السياسة، الأحزاب، الدين والمذاهب، الجانب المالي، النكات التي تمس الدين أو الجنس، النقد الجارح) باللون الأزرق كتبه: سعدون الحمداني دبلوماسي سابق

مشاركة :