يتفاخر الدبلوماسيون من مختلف المدارس الدبلوماسية الأجنبية حول طبيعة إتكيت قواعد آداب المائدة وسلوكياتها سواء على المستوى العائلي الشخصي أو على مستوى الوفود وكبار الشخصيات، وكيف يتبارون في وضع المراسم والخطوات التي تبدي أعلى مراحل اللياقة لإعداد المأدبة وكيفية التعامل معها سواء الفردي الشخصي منها أو لكبار الشخصيات، وكذلك طبيعة ومستوى استقبال الضيف وكلا حسب مستواه وطبيعة العلاقة معهم؛ ويبدأ إتيكيت إعداد المائدة وإكرام الضيف من قبل المضيف. نفتقر نحن بالعالم الثالث لهذا الأتكيت بسبب تداخل الحضارات، حتى في بعض المدارس الأوربية يدرس إعداد المأدبة في المرحلة المتوسطة عن ما الذي يجب عمله وما الذي يجب تجنبه سواء في الأكل أو الألوان رغبة منهم في إكرام الضيف والوصول الى خدمة سبعة نجوم بالضيافة وليس فقط الأكل، حيث ترى الابتسامة وحلاوة الروح والبشاشة ورحابة الصدر التي تميزت بها المدارس الدبلوماسية الغربية على وجه الخصوص ويتفاخرون بأنهم هم من الأوائل في هذا المجال. نحن بالعالم العربي نتميز بكرم حاتم الطائي الذي يفوق التصور ولكن نفتقر الى أدوات الإتيكيت في القرن الحالي والذي يتميز بأسلوب مختلف عن الأزمان والأماكن في ذلك الوقت. كثيراً ما نحرج عندما ندعو أحد كبار الشخصيات إلى مأدبة رسمية ونفتقر إلى بعض نقاط الإتيكيت التي تعكس شخصيتنا وثقافتنا بهذه الأمور، وتجعلنا في جانب الإحراج والتقييد. وهناك عدة أنواع من إعداد المأدبة والتي تعتمد على الوقت والمناسبة ونوعية الأشخاص ومكانتهم الاجتماعية وسبب إقامة المأدبة وسوف نتطرق بصورة عامة لإتكيت طاولة الطعام وآداب المائدة وسلوكياتها، ولذلك من أهم النقاط الواجب الالتزام بها عند الجلوس حول المائدة هي: * اجلس وانهض من الطرف الأيسر لمقعدك. *الاهتمام بنظافة غسل اليدين قبل تناول الطعام والبدأ بذكر البسملة قبل الأكل، وتناول الطعام باليد اليمنى؛ قال رسولنا الكريم (إذ أكل احدكم فأياكل بيمينه وليشرب بيمينه..) * اسال المضيف عن طبيعة الأكل حلال أم لا، لأن في بعض الأحيان يستخدمون زيت الخنزير في الحلويات وبقية الأكلات التي تطبخ أو تضاف لها نكهة المشروبات الكحولية. * لا تجلس قريبا جداً من طرف المائدة ولأ بعيداً جداً عنها ولأ تقربها إليك إلى اليمين أو اليسار فتحرج بقية الحضور. * إبسط الفوطة وضعها على ركبتيك وليس على صدرك. * عدم مسح أدوات الطعام بالفوطة قبل استعمالها فاحذر من ذلك في وليمة رسمية أو شبه رسمية! إلا إذا كنت في مطعم عادي المستوى وحاول ألا ينتبه إليك خادم المطعم. * لا تحاول خلط الطعام في صحنك في “الأوبن بوفي” وعدم أخذ كميات كثيرة ويصبح الصحن كأنه تله أو جبل من الطعام، وعليك أن تأكل كل ما في الصحن ويكون الصحن فارغاً بدون أي بقايا من الأكل؛ وهذا أعلى مراحل اللياقة الدبلوماسية. * لا تضع لقمة بعد لقمة إلا أن يتم مضغها جيداً، واحرص على استعمال السكين الخاصة الموجودة على طبق الزبدة ولا تستعمل سكينك المخصصة على يمين الصحن. * عند استعمال ملعقة الشوربة وهي صغيرة تشبه المغرفة تكون الأولى بجانب الصحن أو مع مكان الشوربة. * إذا احتجت إلى المملحة أو قطعة خبز فاطلبها من أقرب مدعو وإياك أن تمد يدك أو جسمك فتزعج من حولك. * لا تملئ الكأس حتى حافته، بل إلى ثلاثة أرباعه فقط، وإذا قدم لك الماء فامسك الكأس باليد اليمنى، ولكن إذا كان الخادم هو الذي يسكب الماء أو الشراب فيجب أن تدع كأسك في مكانه على الطاولة.. ولا تنسى أن تشكر الخادم. * حين تشرب يجب أن تنظر إلى جوف كأسك ولا تنظر إلى من حولك، وعليك أن تمسك دائما بآنية الشراب من عنقها بيدك اليمنى. * لا تنفخ على لقمة حارة أو صحن حار بل انتظر حتى يبرد، ومن العيب جداً تذوق الاكل أو أخذ قطعة صغيرة وإرجاع القطعة بالصحن بعد التذوق. * لا تقطع الخبز بالسكين بل بأصابع اليد، ولا تعض الخبز بأسنانك بل أقطعها صغيراً بأصابعك، لا تأكل الخبز أو الصمون إلا مع الطعام أو بين صحن وآخر ولا تكثر من أكل الخبز على كل حال. * لا تقطع اللحم في صحنك، بل خذه قطع صغيرة كلما أردت تناول شي منها وبكميات معقولة ومتزنة حفاظاً على صحتك، ككا تؤكل السلطة عادة بالشوكة فقط إلا ما كان كأوراق الخس الكبرى أو شرائح الطماطم فتقطع. * في الفطور الصباحي وأكل البيض غير الناضج هو المحك في إتقانك آداب المائدة؛ فيجب أن تزيل قمتها المدورة بملعقة صغيرة لا بالسكين، وتتناول بالملعقة و تشرب مباشر للفم. * في الشهر الفضيل شهر رمضان، كان الرسول الكريم صلى الله وعليه وسلم يرشدنا وينصح الجميع بضرورة الإفطار على أعداد محدودة من التمر واللبن لغرض تهيئة المعدة وعملها ومن ثم الذهاب لأداء صلاة المغرب وبعدها الاعتدال في كل شي وأكل ما تيسر من طعام وبعدها يقيم صلاة العشاء والنوافل ويكون الماء واللبن هو سيد المائدة بعيداً عن الإسراف والإكثار من الأكل. * لا تتمخط وأنت على المائدة، و لاتسمح لنفسك بذلك بإدارة وجهك للخلف لأن ذلك دليل قلة اللباقة والتهذيب والمسموح به فقط مسح أنفك بمنديلك من دون إخراج أي صوت أو الذهاب إلى الحمام. * غض البصر عن الحضور وعدم الانبهار بالحاضرين وخفض الصوت، كما لا يجوز مطلقاً رفع الشوكة في الهواء وهي محملة بالأكل وهو يكمل حديثه من جاره الضيف. * تأخذ الملعقة عادة باليد اليمنى وكذلك السكين أما الشوكة فتستعمل باليد اليسرى، ولأننا مسلمون لا نأكل باليد اليسرى فأنك تستطيع تقطيع الطعام بالسكين ممسكاً إياها باليد اليمنى ومثبتاً الطعام بالشوكة في اليد اليسرى وعند الأكل تسطيع وضع السكين جانباً والأكل مستخدما الشوكة باليد اليمنى، لأن الإتيكيت يقتضي أيضا احترام العادات الدينية على أن تخبر الضيف وجارك على اليمين واليسار كي لاتتعرض للانتقاد. * لا تأخذ السكر من ملعقتك بل من الملعقة المخصصة لهذا، ولا تستخدم ملعقتك لأخذ كميات إضافية من إي نوع من الأكلات بل استخدم ما هو موجود. على المضيف الاهتمام بتزيين الطاولة بالزهور على أن توضع بمستوى منخفض وبألوان زاهية متناسقة، والابتعاد عن اللون الأصفر، والتناغم والتنسيق بين ألوان الزهور وبين الأدوات وغطاء الطاولة والتعجيل بإحضار الطعام للضيوف؛ وهو أحد آداب إكرام الضيف. وفي الختام يجب مراعاة اختلاف ألوان الطعام المقدم للضيف ومراعاة أعمار الضيوف وتجنب وضع الملح الزائد والتوابل وتجنب وضع أي شيء بلاستيك من الصحون أو الأكواب على المائدة. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دبلوماسي عماني سابق
مشاركة :