لعلنا محقين عندما نؤكد إن الأمريكان هم صُناع الموت وبشهادة تاريخها سياستها في الشرق الأوسط، فهم من يقتلون القتيل ويشاركون في جنازته، ثم ينددون ويشجبون، ويقولون إنهم يطاردون القتلة أينما ثقفوا ! وفي الباطن الخفي وفي أنفاق السياسة ودهاليزها يتواصلون سرا مع التنظيمات الإرهابية والتشكيلات الإجرامية، وهذا ما أكده المفكر الأمريكي "نعوم تشومسكى" في كتابه "العالم إلى أين " إن الإرهاب منذ بدايته كان نتاجا لسياسات أمريكا التدخلية، وإن الولايات المتحدة ساهمت بشكل كبير في إنتاج الإرهاب في العالم منذ البداية مع تنظيم "القاعدة" عند مواجهة السوفيت في أفغانستان، لتتحول إلى حروب منتجة للإرهاب، ثم المرحلة التالية مع غزو أفغانستان والعراق ليمارس عدوانا مباشرا لينتج صورا جديدة من الإرهاب، ويمهد المناخ السياسي والعسكري والفكري لزرع "داعش" ذلك التنظيم الأقوى والأعنف والأشرس ! ليستمر في عملياته الارهابية في العالم العربي من العراق وسوريا مرورا بسيناء وصولا إلى ليبيا، حتى أعلن الأمريكان عن هزيمة داعش ! فهل انهزمت داعش كما يقول ترامب أم تراجعت لتتخذ أشكالا جديدة وإستراتيجية مختلفة، تبعا للسياسة الأمريكية في الشق الأوسط !تساؤلات كثيرة عن اسرار وحقائق المؤامرة الغربية في بلادنا العربية، أسئلة تطرح نفسها في رحلة البحث عن إجابة دون جدوى ! فالولايات المتحدة الأمريكية مازالت تلعب دورا كبيرا فى تفكيك الدول والمجتمعات العربية، ونشر الفوضى والحروب من أجل الهيمنة والسيطرة على ثرواته وهذا ما تؤكده العلاقات الخفية التي تربط أمريكا بتنظيم داعش الإرهابى، فالبغدادي يعمل لحساب المخابرات المركزية، التي تتولى تسليح وتدريب جماعات إرهابية لتسيطر على مساحات كبيرة في سوريا والعراق، وخلق حالة من عدم الاستقرار في باقي الدول العربية، وذلك بمد الإرهابيين بأموال وأسلحة مثل تنظيم "الإخوان المسلمين" في مصر لتتولى هذه الجماعات مهامها في اغتيال شخصيات عامة من الرموز الداعمة للاستقرار، وكذلك تفجير الكنائس وقتل المسيحيين لإشعال نار الفتنة الطائفية ولتستمر الصورة السيئة عن الاسلام كدين قتل وإرهاب عالقة في أذهان العالم !، وعليه فنحن هدف - لسهام طرفين اتفقا سرا على قتالنا وإرهابنا وكل فريق منهم له أهدافه الخبيثة .. التنظيمات الإرهابية من جماعات الإسلام السياسي والمتطرفين والتكفيريين، ما يؤكده الكثيرون على إنها خرجت من عباءة "تنظيم الإخوان" تلك الجماعة التي لها تاريخ طويل من الحروب مع كل الأنظمة السياسية المتعاقبة في الوقت الذي حرصوا فيه على علاقات جيدة "سرا وعلانية" مع الغرب عموما وأمريكا خصوصا ! فاستغلتهم أمريكا والغرب اسوأ استغلال، كي تنعم إسرائيل بجنة الأمان والاستقرار، ولتأمن المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، وتظل أمريكا الشرطى المنقذ السريع في حين هو شريك في الجريمة، وتستمر صفقات الأسلحة، وتنفيذ أجندات التقسيم، ليظل الوطن العربي مفككا لحين إشعار غربي جديد، ثم يأتون بجيوشهم وقواتهم لقتال تلك التنظيمات الإرهابية ! وما يحدث على أراضي العراق وسوريا وليبيا واليمن والسودان ولبنان وغيرها؛ من تواجد روسي وامريكي وبريطاني وفرنسي بالإضافة للتواجد والتوغل الأيراني والتركي، لهو مؤشر لأنهم يتقاسمون الأنصبة ويوزعون الغنائم وبالطبع النصيب الأكبر لإسرائيل، إنها محاولات مكشوفة ومفضوحة لإعادة إحتلال الدول العربية ! ولعل قومي يفقهون ويتيقنون أننا أمام مؤامرة "أمري داعشية" أو"داعشريكية" إن صح التعبير .
مشاركة :