أعمال تلامس البصر في بينالي الشارقة

  • 5/7/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: عثمان حسن يفتح بينالي الشارقة 14 الذي ينعقد تحت شعار «خارج السياق»، ويستمر حتى ال 10 من يونيو /‏ حزيران المقبل، أسئلة كثيرة حول دور الفن بصفته حاضناً لكل أشكال التفاعل الإنساني في الحياة، من فكر وثقافة وتاريح وسياسة وبحث في المشترك الإنساني العالمي على أرضية تبادل الرؤى والمقترحات، وتعزيز دور الفن باعتباره عتبة أساسية في إنتاج المشاريع التي تصوغ المستقبل. من بين الطروحات الفنية المشاركة في «بينالي 14» ثمة الكثير من الأعمال التي تمزج بين وسائط مختلفة، يلعب فيها الصوت والصورة دوراً بارزاً في الصياغة الفنية. ولعل أبرز تلك المشاركات ما تشترك فيه فنون الفيديو مع غيرها من الوسائط الفنية، كالنحت والرسم والألوان والتراكيب المختلفة، ليعبر عن أفكار جديدة تطرح في الفن للمرة الأولى. ومن هذه التجارب، على سبيل المثال، العمل الذي قدمه التايلاندي «إمباني ساتوه» في ساحة الفنون بعنوان «توغو 1370: 1425». ينطلق العمل من نصب تذكاري مجهول في مملكة باتاي السابقة في جنوب تايلاند، وهي موطن الفنان إمباني ساتوه. النصب على شكل رصاصة ذهبية كبيرة، وهي منحوتة يشار إلى أنها تحمل رفات جنود تايلانديين متورطين في مواجهات دامية مع القرويين والمتمردين في دوسون نيور في عام 1948، هذه المواجهات التي أدت إلى فرار جميع المسلمين التايلانديين إلى ماليزيا، وإمباني يربط بين هذا العمل وما حصل في عام 2004 في المقاطعة ذاتها، حيث استُهدفت حكومة رئيس الوزراء ثاكسينز من قبل المتمردين. هذا المضمون، يعسكه إمباني ساتوه من خلال الشكل النحتي الذي يقدمه لبينالي 14، والذي يتألف من فيديو يعرض سلسلة من الصور الفوتوغرافية، بالنسبة لإمباني، فإن أوجه الشبه بين الحادثتين 1948 و2004 ركزت على قبر يخلد ذكرى 28 شخصاً ماتوا. كوري آركانجيل، وهو فنان أمريكي يقيم في بروكلين ونيويورك، معروف بأنه فنان متعدد الوسائط. وقد تطور اهتمامه بالفن القائم خاصة على التكنولوجيا الرقمية، يقدم في البينالي مشاركة بعنوان «أعمال متعددة»، وأعماله المصممة عن طريق الكمبيوتر هي أقرب إلى الأعمال التركيبية أو مقاطع الفيديو، أو وسائط الطباعة، أو المقطوعات الموسيقية، حيث يطرح عمله الجديد أسئلة حول المفاهيم المسبقة عن التكنولوجيا. وعلى النقيض من الفهم التقليدي للثقافة، فهو يصمم مساراً صوتياً يضم تركيبة مجردة لآلة الأرغن، ذات أنابيب تعمل في صالة للألعاب الرياضية في فندق «راديسون بلو». يولد هذا العمل عند المتلقي إصغاء، بل تأملاً في بنية الأغنية، في الجزء الثاني من العمل والذي أطلق عليه «الغمر» تسلط أشعة ليزر الضوء على صورة متحركة للاعب كرة سلة، وهو يضع الكرة في السلة على الجدار الخارجي للمبنى. في إطار مشابه، تعرض الفنانة البريطانية هيذر فيلبسون عملاً بعنوان «المطهرات الذوقية الهادرة»، وهو عمل تركيبي متسلسل يتشكل من فيديوهات معروضة على شاشة واحدة أو شاشات متعددة، ويرافق العمل وسائط عدة مثل الصور، مصحوبة بنصوص مكتوبة ومواد مسموعة، ومن خلال تقنيات التضخيم والتلاعب بالموسيقى والمزج والتكرار تشكل الفنانة فيلبسون سلسلة هرمية من المواد والأفكار، التي لا يمكن إدراجها تحت منظور واحد، ثمة فضاء جديد وقراءات جديدة ما وراء الشكل المنظور، هي قراءة تأويلية تفضي إلى نتائج مفاجئة، بسبب ما ينتج عن تلك الآلات والمضخمات الصوتية من تركيب ومشاهد. وكل ذلك يطرح سؤال المعرفة، وغالباً ما تغري أعمال فيلبسون بالدخول إلى عوالم ومخلوقات وأشياء فانية وغريبة، من خلال دمج الأعمال الفنية القديمة والحديثة، وربما الملهاة والمأساة والشعر بوصفها عوالم غرائبية مدهشة. ليسا ريحانة فنانة تستند أعمالها إلى الأرشيف الثقافي لمصادر متنوعة من حقب التاريخ، وهي دائماً ما تقدم أعمالها ممهورة بالخيال والدهشة. ومن اهتماماتها كما هو في عملها «بدو البحر» تغوص في ثقافة وتقاليد شعوب جنوب المحيط الهادئ. وعملها هو تركيبي ثلاثي الأبعاد، يدمج بين الصورة الفوتوغرافية والفيديو. الفيديو والرسم والتراكيب هي في صميم اشتغالات الفنان الماليزي «روسليشام إسماعيل» الذي يشارك في البينالي بعمل عنوانه «كرونولوجيكال»، حيث يوظف في عمله اللغة العامية الدارجة، بحثاً في الجذور الثقافية المتشابكة للمكان، وفي عمله هذا يرسم خريطة لأصوله الثقافية، ويقدم تاريخاً شخصياً لمملكة «كلنتن» في شبه الجزيرة الشمالية الشرقية لماليزيا. وتمثل الرواية الشفاهية أحد المصادر التي يعتمد عليها إسماعيل، في رصد تاريخ مشترك تشكل في القرن التاسع عشر، من العرب والماليزيين والفلبينيين والإندونيسيين. وهؤلاء جميعاً التقوا في أرخبيل الملايو، وفي عمله مزيج من السرد يمزج بين الكتابات العربية والماليزية، مع إضاءة على طرق التجارة والتاريخ الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي لهذا المكون البشري.

مشاركة :