الإعلام هو من يختلق المشاكل - مهـا محمد الشريف

  • 3/19/2015
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

إن القرن الواحد والعشرين لن تؤول أموره لهيمنة الغرب التي دامت خمسة قرون، وكذلك الحال مع ظروف تكوينه من خلال الموارد الاقتصادية الهائلة، فلن تكون الزعامة فيه لأحد، رغم تطور أدوات العنف تقنيا، ورغم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. فالعولمة اليوم هددت سيادة الدول واستقلالها وحرية قراراتها وخصوصيتها، فأصبحت المشاكل لها أبعاد عالمية، لأن المؤسسات والهيئات تشارك في نقلها وتطالب بإيجاد حلول لها فالتكوين مترابط ومتوحد بدافع الديموقراطية والحقوق الطبيعية الإنسانية. وقبل مواصلة الحديث عن أدلة التعريف أدرك الإنسان أن الذات لم يعد بوسعها أن تثني على عزلة الوعي وتختزل الإشكالات نظراً لقدرتها على التعبير عبر وسائل الاتصال وتبين الأخطاء، وبذلك استلزم حضور العالم في كل المتغيرات والمسلمات الضمنية، فلم تعد المشاكل بحوثاً معزولة في صناديق حديدية بل أصبح لها مفاتيح ضمن الأطر الاجتماعية وتم تبسيط لغتها وعناصرها، وتحديد كيفية علاجها. ثم اعترف الفرد تلقائياً بالمعنى الثقافي وصاغ مشكلاته بلغة راقية متجانسة انصهرت فيها الخصوصية وساهمت في وصولها إلى الإعلام وكرست الجهود لنشرها وتركت الخيارات أساساً للمشاركة واعتمدت على تحقيق التواصل بين الناس ونقلها للعالم، انسجاماً مع تقنيات الزمن الحديث. فيما ألقى رئيس نادي روما"جيمس بالوتا"باللوم على وسائل الإعلام الإيطالية التي تسببت حسب رأيه في الأجواء السلبية الحالية داخل نادي روما وخسارته العديد من النقاط لشعوره أنه تحت الضغط دائمًا، ثم قال بالوتا للصحفيين أثناء مؤتمر غرفة التجارة الأمريكية في ميلانو إن الإعلام هو من يختلق المشاكل دائمًا، وأيضا نقلت بعض الصحف أن وزير الرياضة المصري يزور الزمالك لحل المشاكل مع الإعلام. هل أصبح الإعلام مشكلة بحد ذاته تعاني منه جميع دول العالم دون استثناء، أم أن الأغلبية تعبر عن التأثير السحري الذي يغير مجرى الأحداث ودلالة الرموز والرسائل التي يبثها عبر أدواته المذهلة؟ غير أن العالم اليوم أُثقل الحمل عليه وجمع بين الأحداث وبين حمل حقائب عمل متعددة، لاشك أن محركها الأساسي وناقل فحواها هو الإعلام فأصبح طرفاً ثالثاً في كل المهام بين الشيء ومالكه وموارده والأسواق التي تسوق له، وأسس قاعدة له في كل مكان بزعم أنها تقلل من المشاكل الهيكلية. وقد أشار الباحثون إلى أن المواقف تجاه وسيلة ما قد لا تتيح استخدام دقيق لتلك الوسيلة، وتدخل في الاعتبار وسائل التكنولوجيا الحديثة وما تمتلكه من المعلومات فضلاً عن تنوع المضمون ومساحات البث عبر الإنترنت، ونستطيع القول إن وسائل الإعلام الحديثة تتيح فرصة أكبر للتزامن من أي وقت مضى. وانسجاماً مع الوقت فإن أجهزة الإعلام تعكس صورة الواقع اليوم وتستعين بالخبراء وبعلماء الدين للإسهام في نشاطها، ووضع الضوابط الشرعية لمنهاج عملها، وبناء على هذا تكون المشاركة في تطويرها وتقويمها وتعديل مسارها والوصول إلى الحاضر سريعاً من الزمن الماضي. ويرى البعض أن المدرسة الإسلامية في الإعلام (تهتم بتحقيق التوازن بين الحاكم والمحكوم، لأنه من خلال هذا التوازن يتحقق احترام الإنسان، وذلك من خلال إتاحة الفرصة للجمهور لمراقبة المسؤولين إن خرجوا عن الثوابت الأساسية، ولذلك أعطى الإسلام الحصانة لإجماع العلماء من أهل الحل والعقد على موقف معين، ولا شك أن شعور المسؤولين برقابة الجمهور يجعلهم يراجعون أنفسهم ألف مرة قبل أن يقدموا معلومات غير صحيحة أو أخبارًا كاذبة). إذن، للإعلام رسالة نبيلة فهو يشكل الفكر الاجتماعي ويشارك في حل الأزمات.

مشاركة :