كيف نساهم في بناء الإعلام؟ - مهـا محمد الشريف

  • 3/28/2016
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

لاشك أن للتقنية مكاسب للبشرية تساعد على الإدراك وتعزز النتائج الضرورية لحياة عصرية تستوجب نسقاً من التصورات لتمثل رؤية متكاملة، فكل حضارة تحدد قيمتها طبقاً لدرجة تقدمها التقني والإعلامي، فالقوة اليوم تجسدها أجهزة الإعلام التي حولها العلم والفن إلى أدوات بالغة القدرة على التأثير وتعد من أنجح الوسائل التي تصل إلى عقول الناس ومسيرة حياتهم، فهي تنقل للناس وقائع محيطة بكل أوجه النشاط في مجتمعهم والمجتمعات الأخرى وتتجلى في استطاعتها العلمية والتكتيكية فتزودهم بالمقدرة على معرفة ومتابعة التطور الاجتماعي وتغطية مفهوم الحرب فلم يستطع ابن رشد أن يستغني عن الحرب حينما بدأ ببناء مدينته الفاضلة. فعصر المعلومات له سلطة وتأثير على الإعلام ما جعله السلطة الأولى وليست الرابعة، لاسيما بعد الثورات التي اجتاحت العالم العربي وتتابع الأزمات الاقتصادية والتحديات السياسية والأحداث الكبيرة التي أكدت أن الوسائل الإعلامية صناعة عالمية يجب مواكبتها في تكوين الآراء واتخاذ القرار فالإعلام الغربي يؤثر بصورة فعالة على كثير من القيادات السياسية في العالم، وقال الأمين العام السابق للأمم المتحدة بأن وكالة الأنباء التلفزيونية CNN العضو رقم 6 في مجلس الأمن، وغالباً ما تجد المصداقية في هذه القنوات العالمية تنحاز إلى دول دون أخرى وخاصة إلى إسرائيل على حساب العرب. وأصبحت المؤسسات الإعلامية الأميركية تمثل إمبراطوريات إعلامية ضخمة تسيطر على العالم حسب اعترافات عدد من الإعلاميين الأميركيين أثناء ورشة عمل نظمتها «آسبن العالمية»، فبكل الإمكانات الهائلة تخوض هذه المؤسسات أدواراً تُفرض عليها لإنجاح سياستها على الصعيد الدولي على عكس الإعلام المحلي في تشكيل الرأي العام أو يحدث تغييراً ملحوظاً يجذب المشاهد أو المستمع أو القارئ رغم التقنيات والإمكانات المتاحة. حتى نتمكن من التأسيس لمواطنة كونية عبر معايير مستحدثة وسلوكيات مبنية على وعي متناغم ومنسجم في ماهية العصر ومسوغاته وضرورة إعادة مفهوم المهنية الإعلامية والتوعية بضرورة فهم المجتمعات لهذا النوع المتذبذب من الإعلاميين وأهدافهم وأدوارهم ومتابعة القطاعين العام والخاص، فعلى المسؤولين تحديث القنوات الرسمية وتطوير وسائلها لكي تبحث عن مكانها وزمانها في دائرة المنافسة. فإذا نظرنا من زاوية الواقع والظروف المحيطة بنا وإنجازاتها ودلالاتها السياسية التي غيرت سلوك معظم الناس كان لها أثر على النظام الاجتماعي لذلك يجب علينا التعرف على بعض المفاهيم الاجتماعية المتداولة فأكثر صروف الدهر تواتراً في حياة الإنسان سبب لتطوره عبر السياقات التاريخية القديمة والحديثة المتعارف عليها وسبق ذكرها في الكتب والأبحاث مثل: (المدنية، المجتمع المدني، الحضارة، المواطنة). وكذلك هو الحال حول الاطلاع والبحث على الحركات الاجتماعية ودور النشاط الإعلامي المحلي المهم في جميع أجزاء الحياة العصرية وخاصة بعد ثورات الشعوب في تاريخ الحياة العربية وجوانبها المتعددة السياسية والاقتصادية والتعليمية والثقافية واللغوية التي غيرت وجه العالم، وعليه أن يلعب دوراً مهماً في عصر الأقمار الصناعية وتقنية المعلومات، إسهاماً يصوغ للمجتمع صلته بالعالم الخارجي ويعكس مدى تأثره بالفلسفات السائدة من أجل الارتقاء بإنسانية الإنسان فرداً أو جماعة ليدرك أرفع درجات الإنسانية، فإذا كان الثراء المعرفي يظهر تعبيره حول المجتمع المدني كمدلول حضاري مستحدث لعلاقة الأفراد في المجتمع فيما بينهم وعلى علاقتهم بالدولة ليكمل بعضها الآخر. new.live911@hotmail.com

مشاركة :