يلتقي قراء موقع قناة الغد، يوميًا، طوال شهر رمضان، مع حلقاتٍ مسلسلة تتضمن تفاصيلَ حول «أشياؤهم في القرآن الكريم»، يعدّها الإعلامي المصري والباحث الإسلامي محمد أحمد عابدين.(4) معجزة هود عليه السلام الناظر والقارئ المتعمق والمتأمل في قصص الأنبياء في القرآن، يلاحظ دائما وجود معجزة أو معجزات لكل نبي، فهناك ناقة صالح وعصا موسى وطيور إبراهيم عليهم السلام، وغيرها من المعجزات. أي أنه لا نبي بلا معجزة، وهذا مصداقا لما روي عن النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، بنفس المعنى. المدهش، أن البعض يرى أن النبي هود، عليه السلام، جاء بلا معجزة تؤيد نبوت،ه حيث ذكر بالقرآن كنبي من أنبياء الله، ويتساءل البعض: إذا كان هود نبيا فما معجزته؟ والمعجزة هي دليل نبوة لكل نبي، وهي علاقة ثلاثية الأطراف، مُعجِز، ومعجِزة وعاجز، اللهُ هو المعجِز والإنسان هو العاجز والمعجزة هي صيغة التحدي بين الخالق والمخلوق. وهنا يطرح البعض سؤالا يبدو لنا منطقيا ووقحا، في نفس الوقت، لماذا تخلى الله عن هود ولم يمنحه معجزة كبقية الأنبياء؟ ويرى بعض العلماء والباحثين، أن معجزة هود، عليه السلام، تتمثل في رسوخه وثباته على دعوة قومه إلى التوحيد، إنفاذًا لأمر الله، ثم تأييد الله له بالريح الصرصر العاتية، التي جعلت هؤلاء الجبابرة من قوم عاد صرعى كأعجاز نخلٍ خاوية. ويعود المتسائلون ليقذفوا وجوهنا بسؤالهم: المعجزة تكون قبل العذاب.. فأين هي على سبيل التحذير، كالمتبع مع بقية الأنبياء؟ لكن تبقى الإجابة الشافية الكافية الوافية، يكفي هودٌ إعجازًا رسوخه وثباته على دعوة قومه إلى التوحيد، ويكفي أنّ ربّه أيّده بتلك الريح، وكفى بذلك إعجازًا.
مشاركة :