«هم وأشياؤهم».. (18) سليمان عليه السلام ومنطق الطير

  • 5/23/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يلتقي قراء موقع قناة الغد، يوميًا، طوال شهر رمضان، مع حلقاتٍ مسلسلة تتضمن تفاصيلَ حول «أشياؤهم في القرآن الكريم»، يعدّها الإعلامي المصري والباحث الإسلامي محمد أحمد عابدين.(١٨) سليمان عليه السلام ومنطق الطير سليمان، عليه السلام، نبي الله، هو ابن نبي الله داوود، عليه السلام، ذكر في القرآن الكريم 17 مرة، وهو يكمل منظومة الإعجاز لأبيه داوود، ولسنا في حاجة إلى من يعرفنا بأن سليمان هو ابن داوود، فقد ذكرها القرآن الكريم بشكلٍ صريح في قول الله تعالى «وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ»، النمل: 16. وهنا الوقفة الأولى، كيف يرث الأنبياء بعضهم البعض، يقول رسول الله، صلى الله عليه وسلم، نحن معاشر الأنبياء لا نوّرث ما تركنا فهو صدقة، إذن الأنبياء لا يورثون الأموال، فأموال الأنبياء صدقة للناس، ولذا فإن ما ورثه سليمان عن داوود هو المُلك والنبوة. الوقفة الثانية في هذه الحلقه لسليمان، عليه السلام، أن الله أتاه الحكمة والعلم والحكم والنبوة، حتى في حياة أبيه داوود أعطاه الحكمة، حيث قضى في قضية الغنم التي أكلت الزرع، «وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ»، النمل: 16. وأخيرًا: التوقف الثالث في هذه الحلقة، لتصحيح انتقادات عند بعض الناس لا يصح أن يعتقد بها مسلم، والخطأ هو أنه يشيع بين البعض الاعتقاد بأن الحيوانات والطيور كانت تكلم الناس قبل سيدنا سليمان، عليه السلام، ولما جاء سليمان، وأعطاه الله المنحة في أن يكلم الطيور والحيوانات، قال لها سليمان لا تتكلموا بعد الآن مع أي من الناس، وهذا كلام شديد السخف والجهل ودال على أن بعضنا لا يتدبر ما يقرأه في القرآن، والآية التي ذكرناها وغيرها من الآيات يؤكد ذلك، فعندما تقول الآية على لسان سليمان عُلّمنا منطقَ الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين، فهذا يدل على أنه قبل سليمان لم يكن أحد يكلم الحيوانات، وإذا كان هناك فضل، فهي مزية أو ميزة منحها الله لسليمان، فكيف تكون لكل الناس من قبل سليمان. التوقف الرابع من خلال الآية الكريمة «وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ»، النمل: 17، اللافت للنظر هو نظام الجيش الثلاثي لنبي الله سليمان، عليه السلام، فهناك جيش من الإنس، وآخر من الجن، وجيش ثالث من الطيور، ولكل جيش قائد عام أو نقيب، يرتُبه وينظمُه ويأتمر الجميع بأمره والقاده يأتمرون بأمر سليمان، عليه السلام، ولكل واحد مهمة منوط بها.

مشاركة :