«هم وأشياؤهم».. (16) ذو الكفل عليه السلام وكفالته

  • 5/21/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يلتقي قراء موقع قناة الغد، يوميًا، طوال شهر رمضان، مع حلقاتٍ مسلسلة تتضمن تفاصيلَ حول «أشياؤهم في القرآن الكريم»، يعدّها الإعلامي المصري والباحث الإسلامي محمد أحمد عابدين.(16) ذو الكفل عليه السلام وكفالته اختلف العلماء في ذي الكفل، هل هو نبي أم لا، ونتيجة هذا الخلاف أو الاختلاف أصبحت هناك فرق ثلاث: البعض يرى نبوته، وفريق لا يرى نبوته وإنما يرى أنه كان رجلا صالحا، وفريق ثالث توقف عن الأمر. ولو أشركنا معنا القارئ العزيز، فأنا أعتقد أن البداية تكون بأن نقدم القرآن على التاريخ، ونقرأ الاثنين معًا ونحاول الاستنتاج. وراء هذا الاسم الكريم في القرآن بالثناء والمدح في سورتي «الأنبياء» و«ص»، بقوله تعالى «وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ (85) وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا ۖ إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ»، الأنبياء: 85، 86. و«وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ (45) إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (46) وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ (47) وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ وَكُلٌّ مِّنَ الْأَخْيَارِ »، ص. بالتوقف أمام «ذكرى الدار»، نجد المقصود بها، حسب المفسرين، الدار الآخرة، أي أنهم المذكورون جميعا من أول إبراهيم حتى ذي الكفل كانوا يدعون للدار الآخرة، ويعملون لها، وهذه من سمات النبوة والاصطفاء أيضا برأيي دليل على النبوة. أمّا التاريخ، فيقول إن ذا الكفل اسمه الحقيقي، وبشر وهو ابن أيوب، عليه السلام، وإن أباه أرسله ليدعو الناس إلى عبادة الله الواحد الأحد، وأنه تكفّل للناسِ بأن يقيمَ العدلَ بينهم، وأن يقوم على أمرهم وشؤونهم، ولذا كانت التسمية ذو الكفل، كما أنه أيضا تكافل بالطاعات نهارا وليلا ما بين صيام في النهار وقيام في الليل، وأنه كان ينام قليلا من الليل، وكان يصلي مئة صلاة في اليوم وبهذا يكون قد تكفل لله بالعبادة والطاعة وتكفل للناس بما ذكرناه. عليك سلام الله يا نبينا يا ذا الكفل لا نفرق بين أحد من رسله.

مشاركة :