كثيرا ما يقال إن رمضان "ضيف" كريم، هو بالفعل كريم فهو شهر البر والإحسان، لكن ليس هو "الضيف" بل نحن الضيوف عليه وهو المُضيف، نعم فالله هو الذي أنعم علينا وبلّغَنا شهر رمضان شهر الخير كله، أكرمنا بأن جعلنا نحل على الشهر ضيوفا، ضيوفا في أمس الحاجة لكرم هذا المضياف الكريم، فنحن الذين حللنا عليه بفضل من الله ونعمته، ليعطينا من كراماته وبركاته، وعلى الضيف المدعو إلى هذا الحفل السنوي الأعظم والممتد لشهر كامل، أن نكون على قدر عظمة وقيمة صاحب الزمان والمكان والنفحات، فليستغل كل منا هذا الفيض العظيم لنغترف منه ما يعيننا على تكملة رحلة الحياة حتى نأتيه مرة أخرى بإذن الله، فأوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، فتزودوا فإن خير الزاد التقوى، فيه الأعمال الخيرة والشعائر جزاؤها مضاعف، فيه الحسنات مضاعفة، فيه الصيام والصلاة وتلاوة القرآن والصدقات وحسن المعاملة والسلوكيات الرمضانية، كلها فرصة عظيمة وزاد ما بعده في الخير زاد. نعم إننا ضيوف على شهر ما أكرمه من مُضيف وما أعظمها من أيام، أيام كلها نور وخير، إنه شهر القرآن الكريم، شهر من أعظم شهور السنة كلها، نحن ضيوف عليه بعد أن أمد الله أعمارنا ليبلغنا الشهر الفضيل، فلا تدع الفرصة تفوتك، لا تدع أيام هذه المحطة العمرية الغالية تمضي دون أن تنهل من بركاتها وكراماتها ونفحات ليلة خير من ألف شهر هي ليلة القدر، ليلة رحمة ومغفرة وإجابة دعوات، راجع نفسك، راجع عقيدتك، راجع ضميرك، راجع حياتك كلها، استغفر الله على ما قصرت في حق نفسك وفي حق الله، وفي حق عباد الله من الأهل والأقارب والأصحاب والجيران، كن على قدر هذا المضيف الكريم، كن على قدر نعمة الله عليك بأن جعلك من المحضرين إلى الشهر الكريم، احمد الله أن جعلك من الصائمين المصليين المستغفرين الذاكرين الشاكرين، التزم بآداب الشهر الذي بلَّغَك الله إياه ، وكن على مستوى وقدر وأخلاق هذه الأيام المباركة التي تمر ساعاتها ولحظاتها سريعا.. كل عام وأنتم من الحاضرين دائما في ضيافة الشهر الكريم.
مشاركة :