حكايات مجهولة| ابن السكيت والمتوكل.. عثرات الخلفاء والعلماء

  • 5/15/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قدم اللغوي والنحوي الأديب أبويوسف يعقوب بن إسحاق بن السكيت لعلوم اللغة العربية الكثير من المؤلفات التي تبرز سعة اطلاعه ومدى حرصه على استقامة اللسان العربي، وأشهر ما كتبه في هذا الباب كتاب «إصلاح المنطق» وهو كتاب قريب من تأليف المعجمات لتجنب اللحن الناتج عن اختلاط العرب بغيرهم من الأمم التي لا تنطق بالعربية.وأدى اختلاط ابن السكيت بالخلافة العباسية إلى كارثة تمثلت في قتله بين يدي الخليفة المتوكل، فقد عمل اللغوي مؤدبًا لأبناء المتوكل، وأنه لما رأى تعثر المعتز بن المتوكل وسقوطه على الأرض، لم يسخر بل حول الموقف إلى تعليم فأنشد يقول: يصاب الفتى من عثرةٍ بـلـسـانـه/ وليس يصاب المرء من عثرة الرجل/ فعثرته في القول تـذهـب رأسـه/ وعثرته بالرجل تبرأ علـى مـهـل». فلما دخل على الخليفة في اليوم الثاني، أمر له بخمسين ألف درهم، وقال: قد بلغني البيتان.وتنقل الروايات التاريخية الموقفين المتناقضين للعالم اللغوي والخليفة العباسي، الذي أدى بدوره إلى وقوع كارثة، فابن السكيت يميل بحبه ناحية أهل البيت، ويقدر الإمام على بن أبي طالب وابنيه الحسن والحسين، بينما يقف على النقيض المتوكل فهو يرفض علي وابنيه، وقد نقلت الروايات أنه دائما ما كان يشجع على السخرية منهم، فلما رفض ابن السكيت فعل ذلك أمر بقتله.وفي مقتل ابن السكيت جاءت ثلاث روايات، الأولى: تحكي أن الخليفة طلب منه المفاضلة بين ابنيه المؤيد والمعتز وابني الإمام علي الحسن والحسين، فغض ابن السكيت من ابنيه وذكر الحسن والحسين رضي الله عنهما بما هما أهله، فأمر فداسوا بطنه، فحمل إلى داره، فمات بعد غد ذلك اليوم، وكان ذلك في سنة أربع وأربعين ومائتين.أما الثانية: فهي تروي أنه رفض الحط من شأن الإمام علي، قائلا: إن قدر خادم عليّ أعلى عنده من قدر الخليفة نفسه. فقال المتوكل: سلوا لسانه من قفاه، ففعلوا ذلك به فمات. أما الثالثة: فتقول إن الكلام بينهما كان مزاحًا ثم صار إلى الجد، وقيل إن المتوكل أمره أن يشتم رجلًا من قريش وأن ينال منه فلم يفعل، فأمر القرشي أن ينال منه، فأجابه ابن السكيت، فقال له المتوكل: أمرتك فلم تفعل، فلما شتمك فعلت، وأمر به فضرب وحمل من عنده صريعا. على كل حال، فابن السكيت راح ضحية محبته للإمام على والدفاع عن ابنيه، فاتهمه المتوكل بالتشيع وتحامل عليه حتى أمر بقتله، ولم يمض كثيرًا حتى دبر المنتصر ابن المتوكل قتل أبيه.شبه الفنان بالموج إذا استراح يموت.. وقال إن المسرح المصري بدأ بالاقتباس ثم الترجمة حتى ظهرت الرواية الأصيلة

مشاركة :