في صحبة «بيدبا»| حيلة ابن آوي مع سيد السباع

  • 5/18/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

زعموا أن أسدا كان فى أجمة، «أى شجر ملتف» وكان معه ابن آوى يأكل من فضول صيده فأصاب الأسد جرب شديد حتى ضعف وجهد، فلم يستطع الصيد.فقال ابن آوى للأسد: ما بالك يا سيد السباع قد تغيرت أحوالك قال: هذا الجرب الذى قد أجهدني، ليس له دواء إلا قلب حمار وأَذناه، قال ابن آوى: ما أيسر هذا قد عرفت كذا حمارا مع قصّار أى «المبيض للثياب» يحمل عليه ثيابه وأنا آتيك به، ثم دلف «أى تقدم» إلى الحمار فأتاه وسلم عليه فقال له: مالى أراك مهزولا؟ قال ما يطعمنى صاحبى شيئا، فقال له وكيف ترضى المقام معه على هذا؟ قال: ما لى حيلة فى الهرب، لست أتوجه إلى جهة إلا أضّر بى إنسان فكدّنى وأجاعنى «أى أتعبني».قال ابن آوى: فأنا أدلك على مكان معزول عن الناس لا يمر به إنسان خصيب المرعى «أى كثير المرعى» وفيه قطيع من الحمير لم تر عين مثلها حسنا وسمنا فقال الحمار وما يحبسنا عنها فانطلق بنا إليها، فانطلق ابن آوى نحو الأسد، وتقدم ابن آوى ودخل الغابة على الأسد فأخبره بمكان الحمار، فخرج إليه وأراد أن يثب عليه، فلم يستطع لضعفه وتخلص الحمار منه فأفلعت هلعا على وجهه فلما رأى ابن آوى أن الأسد لم يقدر على الحمار قال له: أعجزت يا سيد السباع إلى هذه الغاية فقال له: إن جئتنى به مرة أخرى فلن ينجو منى أبدا. مضى ابن آوى إلى الحمار فقال له ما الذى جرى عليك؟ إن أحد الحُمر رآك غريبا، فخرج يتلقاك مرحبا بك، ولو ثبت له لآنسك ومضى بك إلى أصحابه فلما سمع الحمار كلام ابن آوى، ولم يكن رأى أسدًا قط، صدّقه وأخذ طريقه إلى الأسد، فسبقه ابن آوى إلى الأسد وأعلمه بمكانه، وقال له استعد له فقد خدعته لك فلا يدركنك الضعف فى هذه النوبة فإنه إن أفلت فلن يعود أبدا وللحديث بقية.

مشاركة :