في صحبة «بيدبا»| الأسد والحمار 2.. ذكاء ابن آوي يخرجه من ورطة الأسد

  • 5/19/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

وقفنا فى الحلقة السابقة فى قصة الأسد والحمار عندما أقنع ابن آوى الحمار للعودة معه إلى عرين الأسد مرة أخرى بعدما فشل الأسد فى المرة الأولى فى افتراسه وسبق ابن آوى الحمار إلى الأسد ليعلمه مكان الحمار قائلا له «استعد فقد خدعته لك فلا يدركنك الضعف فى هذه النوبة فإنه إن فلت فلن يعود معى أبدا»، فجاش الأسد لتحريض ابن آوى له وخرج إلى موضع الحمار فلما بصُر به عاجله بوثبة افترسه بها ثم قال: قد ذكرت الأطباء أنه لا يؤكل إلا بعد الغسل والطهور فاحتفظ به حتى أعود فآكل قلبه وأذنيه وأترك ما سوى ذلك قوتا لك، فلما ذهب الأسد ليغتسل عمد ابن آوى إلى الحمار فأكل قلبه وأذنيه رجاء أن يتطير الأسد منه «أى ينفر منه» فلا يأكل منه شيئا.ثم إن الأسد رجع إلى مكانه فقال لابن آوى: أين قلب الحمار وأذناه؟، قال ابن آوى ألم تعلم أنه لو كان له قلب يفقه به وأذنان يسمع بهما، لم يرجع إليك بعدما أفلت ونجا من الهلكة. وجاءت هذه القصة لتبين أن الذى يفسده الحلم لا يصلحه إلا العلم والرجل الصالح يعترف بزلته وإذا أذنب ذنبا لم يستح أن يؤدب: لصدقه فى قوله وفعله وإن وقع فى ورطة أمكنه التخلص منها بحيلته وعقله كالرجل الذى يعثر على الأرض ثم ينهض عليها معتمدا فهذا مثل الرجل الذى يطلب الحاجة فإذا ظفر بها أضاعها.

مشاركة :