احيا الأردنيون اليوم ذكرى مرور أسبوع على التعديل الحكومي الأخير ( الأخير).. لدولة الرئيس والذي اكثر ما يمكن ان يقال عنه انه لا يتعدى " التصليحة" .. على غرار تلك التي كنا نتحايل بها على جرسونات مطعم هاشم المعروف ،حين كنا نطلب بثقة تصليحة لطبق الحمص بعد ان نكون قد التهمنا نصفه..هو تصليحة بائسة لوضع الحكومة المهلهل وعدم الانسجام اللافت بين اعضائها حيث الاختيارات العشوائية المستندة فقط للمعارف والأصدقاء واملاءات الأصدقاء والمحاصصة البغيضة لا على الكفاءة وسجل الإنجازات..فما الذي يُبقي على مسؤولاً في مكانه أو يُخرجه من تشكيلة حكومية بعد اقل من أربعة اشهر من الانضمام اليها..اَي أربعة اشهر أو اقل أو اكثر تلك التي تعطي مؤشراً للعمل وتحكم على اداءه .. وأي مقاييس تلك التي يزن به الرئيس مستوى النجاح أو الإخفاق..!؟( كومة) أسئلة بالجملة يضعنا التعديل التصليحة أمامها ولا اجابة عليها سوى الصمت أو الرد الممجوج الذي كالعادة لا يجد صداه بمصداقية لدى جمهور العامة كما الرواية الرسمية المعتادة..لم تنفع مبادرات الباب المفتوح الفردية لدى بعض الوزراء فغادروا أو غودروا درءاً لتعميم الظاهرة..لم تجدي محاولات وزير شباب سابق لم يدخل مكتبه الا لماماً فغادر بعد شهرين من دخوله الحكومة وآخر في الصحة قضى أشهره الأربعة في الميدان فغادر..وهكذا اضحى التقاعس من باب " سكن تسلم" هو الظاهرة الأكثر قبولا لدى صاحب القرار.. بل باتت المبادرات الفردية رهن الرفض والحسد من قبل وزراء لا يعملون في ذات التشكيلة الحكومية..سمعنا مراراً من الحكومة وعبر روايتها الرسمية ان الوزراء تحت ميكروسكوب قياس الاداء .. ولم تطبق المعادلة باي من اشكالهافالأداء المتواضع لبعض الوزراء اصبح جواز السفر للإقامة طويلة الأمد ، بل اصبحوا مسؤولين عابرين للتعديلات والتشكيلات وكأنما تضرب الحكومة بعرض الحائط صدى العمل العام لبعض الأشخاص دونما اهتمام لدى المراقبين والإعلام الوطني على الأقل لا على رأي المواطن..تجاهلت الحكومة الرأي العام تحت طائلة سوء استخدام السوشيال ميديا من قبل المسيئين من صناع الإشاعة والتشكيك فأقنعتتا قسراً ان "كلام الأمير امير الكلام ".. وان رأي الحكومة هو الأصوب والانفع للمواطن..لم تجدي كل محاولات الحريصين على اخراج البلد من ازمتها بوضع أسس دقيقة وعادلة للاختيار بل لم نرى استجابة حكومية صادقة لدعوات جلالة الملك المتكررة بان من لا يجد بنفسه القدرة على خدمة المواطن عليه ان يغادر ..غادر العديد ممن عملوا بجد وبقي اخرون ممن لم يلقى عملهم المتواضع وأياديهم المرتجفة في الحكومة صدىً لدى احد..بالمناسبة سمير مراد كان وزيرا ميدانيا وغازي الزبن أمضى أشهره الأربعة في الحكومة مجتهدا وفتحت خولة العرموطي باب مكتبها للناس ولم يؤلُ حازم الناصر جهداً لمواجهة تحدي المياه واخرون لا يسمح الوقت لذكرهم بذلوا جهوداً حقيقية كلٌ في موقعه لتنفيذ مهام عملهم في خدمة الوطن والمواطن..وبعيداً عن ظاهرة تغليب أهل الصداقة والمعارف على أهل الكفاءة ما زالت الفرصة متاحة والحاجة ملحة لوضع أسس للاختيار ..حتى لا يخرج علينا مسؤول كبير بتصريحه الشهير" لم اعرف لماذا جئت ولم اعرف أيضاً لماذا خرجت"..لسنا بحاجة بتصليحة لحكومة التهمتنا بوعودها بعكس ذلك الطبق الذي كنا نلتهمه قبل ان نعيد الكرّة..
مشاركة :