في نص رسالة الاعتذار التي وجهتها إيران إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للسعودية عن الاعتداءات الهمجية التي قامت بها ضد البعثات الدبلوماسية السعودية داخل إيران.. تتوقف أمام ماتراه إيران أسباباً لماحدث وهي كما تقول الظروف التي وقعت فيها الاعتداءات.. وتعهدت إيران أمام مجلس الأمن باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمنع تكرار الحوادث كهذه مستقبلاً.. وأوضحت بعثة إيران في الأمم المتحدة أنها لن تدخر جهداً لتوقيف وإحالة المسؤولين عن الأحداث إلى القضاء والتي وصفها الرئيس الإيراني حسن روحاني بأنها غير مبررة.. لكن هل يكفي أن تعتذر إيران وهي التي اعتادت على انتهاك البعثات الدبلوماسية على مدى سنوات طويلة..؟ السعودية وعلى لسان مندوبها في الأمم المتحدة رفضت الاعتذار وطالبت بأفعال من إيران لوقف الانتهاكات.. المتكررة للبعثات.. الدبلوماسية وحمايتها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى واحترام مبدأ حسن الجوار قولاً وفعلاً..؟ وتحاول إيران من خلال اعتذارها احتواء الأحداث والتهدئة بعد التصعيد السعودي وقطع العلاقات وطرد السفير الإيراني ووقف الملاحة الجوية.. وأيضاً لملمة الكارثة التي ارتكبتها في محاولة منها لخفض غضب السعودية والمجتمع الدولي الذي أدان ماحصل وحمّل إيران الخطأ كاملاً..! دبلوماسيون ذكروا ثلاثة أسباب وراء اعتذار إيران لمجلس الأمن على حرقها سفارة السعودية.. منها اعتراف إيران بالخطأ الذي ارتكبته بحرق البعثتين.. وتقديمها للاعتذار أمام مجلس الأمن جاء نتيجة لقطع العلاقات الدبلوماسية وطرد البعثة الإيرانية من السعودية واعتبار مجلس الأمن وسيطاً بين الدولتين..! ثانياً: تعرف إيران أن الاعتداء على البعثات الدبلوماسية يؤدي إلى مسؤولية دولية على الدولة التي ارتكبت الجرم وما يتبعها من تبعات سياسية ومطالبات من الدولة المعتدى عليها بتعويضات نتيجة الخسائر الفادحة المادية.. وأن اعتذار إيران هو إجراء ضروري وكان لابد أن تتخذه للاعتراف بالخطأ واحتواء غضب المجتمع الدولي.. خاصة بعد الشكوى التي تقدمت بها السعودية لمجلس الأمن ضد ماقامت به إيران.. وبالتالي سارعت للاعتذار حتى لا يتصاعد الأمر بين البلدين..! ثالثاً: اعتذار إيران للسعودية هو إجراء بروتوكولي بين الدول.. نتيجة الانتهاكات الخطيرة التي ارتكبتها طهران.. وهذا الاعتذار ارتبط بخوف إيران من فقدان مصالحها مع السعودية فحاولت تسوية الأمور عن طريق مجلس الأمن الذي يبت في الصراعات بين الدول.. ومع الاعتذار على الرياض مطالبة طهران بتعويضات عن الاعتداء..!! ويبدو أن إيران لم تخرج من عباءة سلسلة الاعتداءات على السفارات لديها والتي يفترض أن تكون محصنة ومحمية.. ولم تتوقف عن ضرب القوانين الدولية من خلال تجاربها الهمجية السابقة في الاعتداء على السفارات بشكل منظم وتهميش اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية والتي تنص على أن مباني القنصليات تتمتع بالحرمة وعلى الدول حمايتها ضد أي اقتحام أو تعدّ..! وبحسب مانقلته محطة سكاي نيوز التي تتبعت تاريخ اقتحامات إيران للسفارات على أرضها.. فإن السفارة السعودية قد تعرضت عام م لهجوم في طهران واحتجاز دبلوماسيين سعوديين داخلها.. اعتدى فيه المهاجمون على القنصل السعودي في طهران وبعد تلقيه العلاج في المستشفى تم اعتقاله من قبل قوات الحرس الثوري الإيراني ثم الإفراج عنه بعد مفاوضات بين الرياض وطهران..!! السفارة الأميركية قد تعرضت للحدث الأشهر من خلال اقتحامها في عام م من قبل مئات الإيرانيين واحتجاز مواطناً أميركياً لمدةيوماً ليتم تخليصهم في يناير م بعد توقيع اتفاقية الجزائر.. وهي الأزمة التي بموجبها فُرضت عقوبات اقتصادية على إيران وعززت حكم المرشد في إرساء نظام حكمه القائم على رجال الدين والنبرة الثورية..! السفارة البريطانية تعرضت في نوفمبر إلى هجوم حشود إيرانية يعتقد أنها تتبع قوات الباسيج وحطموا نوافذها وأحرقوا العلم البريطاني بعد أن أعلنت لندن فرض عقوبات على طهران بسبب نشاطها النووي.. وماقامت به السعودية من ردة فعل الآن قامت به لندن قبل أربع سنوات من طرد للبعثة الإيرانية وإغلاق سفارتها في لندن..!! أما السفارة الفرنسية فقد تعرضت للاعتداء في فبراير عام بعد رشقها بالزجاجات الحارقة والحجارة ومحاولة اقتحامها احتجاجاً على نشر رسوم مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في الصحف الغربية..!! من خلال هذه الاعتداءات المتكررة والممنهجة التي تقوم بها إيران على البعثات الدبلوماسية على مدى أكثر من عاماً.. يتضح أنّ هذه التعديات تكرس غوغائية النظام الإيراني الذي عقب كل اعتداء ممنهج يعزي ذلك إلى مشاعر المواطن الإيراني الذي يمتلك أوراق الهجوم على أي سفارة دون أن تتمكن الدولة من إيقافه.. أو فرض هيبتها كدولة عليها التزامات دولية لعل أهمها توقيعها لحماية البعثات الدبلوماسية التي لديها..! تُمارس إيران سياسة حافة الهاوية بحساباتها هي دون أن تنظر أو تتوقف عند حسابات الآخرين أو تلتفت لمفهوم الجوار الذي يقوم على الاحترام وعدم التدخل في شؤونهم.. أو اختبار قوتهم في التحمل.. والسعي لاستنفاد هذه القوة بأي وسيلة.. إيران لم تتعلم من التجارب السابقة.. وهي تكرس مفهوم الدفع للطرق المسدودة وإعادة كتابة التاريخ بنفس المفردات..!!
مشاركة :