عرفت الشيخ سعد بن عبدالله المليص (المخلص) مشرفًا للتربية الإسلامية عندما كنت معلمًا في بني سالم، وكان نعم المشرف القدوة سلوكًا ومسلكًا، لم تكن البسمة تفارق محياه، احترم نفسه ففرض على الآخرين احترامه. بدأت علاقتي تتوطد معه وأحاول ما استطعت أقتدي به، في سلوكه ومنطقه ومظهره وحسن هندامه، ووجدت داخله الخير كله، فهو المثقف وهو الحريص على رقي منطقته وناسها، ووجدته الصادق الأمين، إذا سألته أجاب وإذا قصدته شفاعة أو مساعدةً بذل في سبيل مقصدك المستحيل. كان أمينًا ومؤسسًا للجمعية الخيرية بالباحة وطلب مني الإشراف على روضة بلجرشي الخيرية ولبى مطلب بني سالم بافتتاح روضة ببني سالم تحت إشرافي قبل إنشاء جمعية خيرية ببلجرشي، وقد رشحني عضوًا في مجلس إدارة جمعية الباحة طيلة بقائه بها. لم يقف نشاطه عند هذا الخير فقط فقد اُعتمد للباحة ناديًا أدبيًّا، وقد شرُفتُ بطرح اسمه رئيسًا أمام صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود نائب أمير الباحة حينها وقد استجاب حفظه الله وقال: (فعلًا اختيارًا مناسبًا وموفقاً)، وقد كان عند حسن ظن المسؤولين والمثقفين عمومًا وبذل قصارى جهده، وقد كان النادي متميزًا بين الأندية الأدبية، ولازال بفضل من الله وبحسن إدارته الممتدة الحالية. كان -يرحمه الله- له قبولًا عند الناس أجمعين، والله إذا أحب عبدًا حبب خلقه فيه، فهنيئًا له حب الله وحب خلقه. كان يسأل الله العفو وحسن الخاتمة، وهاهو يحظى بحسن الخاتمة إذ مات صائمًا متوضئًا على سجادة الصلاة، وهاهم الأيتام والأرامل والفقراء يدعون له بالرحمة والمغفرة ويشاطرون أهله وذويه العزاء، فهنيئًا له. والله نسأل أن يرحمه ويعفو عنه ويتجاوز عن سيئاته ويكتبه في عليين مع الأنبياء والصالحين وأن يجمعنا به ووالدينا في دار كرامته (اللهم آمين).
مشاركة :