خطيب جامع الخير يدعو إلى التمسك بالثوابت الوطنية ورفض إثارة الفتن

  • 5/18/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

في خطبة الجمعة بجامع الخير بقلالي قال الشيخ صلاح الجودر: عباد الله، إنكم في شهر رمضان، شهر لا يشبهُه شهر، عظيم الأمر، جليل القدر، من أشرف أوقات الدهر، فضائله لا تحصى، ومحامده لا تُستقصى، لقد مضى من شهركم المعظم صدره، وانقضى منه شطره، فاغتنموا فرصة تمرُّ مرَّ السحاب، ولِجوا بالدعاء قبل أن يُغلق باب العفو والغفران، واشكروا الله على أن أخّركم إليه ومكّنكم، واجتهدوا في الطاعة قبل انقضائه، وأسرعوا قبل انتهائه، ويوشك ضيفكم المبارك أن يرتحل، وشهر الصوم أن ينتقل، فأحسنوا فيما بقي، يغفر لكم ما مضى، فإن أسأتم فيما بقي أُخذتم بما مضى وبما بقي. أيها الإخوة الصائمون، تنصَّف الشهر وانصرم، وفاز مَن بحبل الله اعتصم، وخاف من زلّة القدم، يقول تعالى في الحديث القدسي: (يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه) [مسلم]. عباد الله، اشكروا الله على ما أنعم به عليكم من نعمة الدين والإيمان، فلقد أرسل الله إليكم رسولاً يتلو عليكم آيات ربكم ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة، فبقي دينه متلوًّا في كتاب الله، ومأثورا فيما صح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأفاض عليكم المال لتستعينوا به على طاعته، وتتمتعوا به في حدود ما أباحه لكم، فهو قيام دينكم ودنياكم، فاعرفوا حقه، وابذلوه في مستحقه، قال تعالى: (وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [المزمل: 20]. أيها المسلمون، اعلموا أنّ رمضان هو الشهر الذي يتنافس فيه المتنافسون، ويتسابق فيه الخيرون للتقرب إلى ربهم بأنواع الطاعات والقربات، ما بين صيام وقيام وقراءة قرآن ودعاء وتضرع ونفقة وصدقة وصلة رحم وتفطير للصائمين، وغيرها من أنواع البر والإحسان، وإن من أعظم أنواع البر في هذا الشهر المبارك التقرب إلى الله عز وجل بإخراج المال طيبة بها نفوسنا، كريمة به أيدينا، نرجو ثوابه عند الله عز وجل، وقد علمنا يقينا أن هذه النفقة سبب لدخول الجنة، والنفقة كذلك سبب دخول العبد في زمرة المتقين، كما أن هذه النفقة سبب لمضاعفة الحسنات، (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [البقرة: 245]. النفقة -أيها المسلمون- هي سبيل الأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين، قال أنس بن مالكٍ: ما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئا إلا أعطاه، وقد جاءه رجل فسأله فأعطاه غنما بين جبلين، فرجع الرجل إلى قومه يقول لهم: أسلموا، جئتكم من عند خير الناس، إنَّ محمدًا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر أبدًا. وقد اقتدى به أصحابه رضي الله عليهم. أيها المسلمون، الصدقة تطفئ غضب الرب كما يطفئ الماء النار، والصدقة أجرها مُضاعف وثوابها عظيم، في الصدقة دفع للبلايا والمصائب والأمراض كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (داووا مرضاكم بالصدقة، حصنوا أموالكم بالزكاة)، كما أن الصدقة ترفع العبد عند الله درجات، وتخفف عليه الحساب، وتثقل الميزان، كما أن الصدقة سبب لظل العبد في ذلك اليوم في ظل عرش الله عز وجل يوم لا ظل إلا ظله. أيها المسلمون، خير من توجهون إليه صدقاتكم أرحامكم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم ثنتان: صدقةٌ وصلة)، ثانيا: من كان عفيفا متعففا ذا عيال لا يسأل الناس ولا يتفطن له فيتصدق عليه، اقرؤوا إن شئتم: (يَحْسَبُهُمْ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنْ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا( [البقرة: 273]. أيها الإخوة المؤمنون، لنعلم جميعاً بأن المنطقة اليوم تشهد حالة من التصعيد العسكري، والجميع يعلم أن ذلك كله بسبب السياسة الإيرانية العمياء، وقد كانت التحذيرات للحكومة الإيرانية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة أو دعم وإيواء الجماعات الإرهابية أو إطلاق الصواريخ البالستية، ولكنها استمرت في (السياسات اللامسؤولة بتبني التخريب والإرهاب، وجعلت المخاطر تترصد بدول المنطقة لزعزعة الأمن والاستقرار، واستهداف بعض الدول). لنعلم -عباد الله- بأن المسؤولية الدينية والوطنية تحتم علينا الوقوف مع ولاة الأمر، والالتزام بالتعليمات الصادرة من الجهات الرسمية، وعدم الخروج عن الثوابت الوطنية، أو محاولة إثارة الفتن أو شق الصف. فاتقوا الله عباد الله، وأدوا ما أوجب الله عليكم من حقوقه وحقوق إخوانكم، واحذروا الإشاعات والأراجيف، وتكاتفوا وتعاونوا ولا تعاونوا على إثم.

مشاركة :