مرونة اللهجة - فالح الشراخ

  • 3/22/2015
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

استخدم العرب وخصوصا البادية منذ القدم مفردات دارجة في حياتهم اليومية وفي عدة صور ومن تلك المفردات ما يستخدم عند مناداتهم المرأة، ويتم اختيار المفردة حسب الموقف وحالة تواجد الزوجة فهي تأخذ أحيانا معنى المحبة والمنزلة الوجدانية للمنادى، وتأخذ أحيانا معنى النداء الرمزي وبصفة مميزة لا يعرفها الا الزوجان يقول الشاعر محمد بن فطيس: ياهيه التفت لي واسمع دعا يلك ياهيه ترى عادتك تشبع من البعد وتواجه كما استخدمت هذه المفردة التي تجسد عدة معان منها جعل المنادى في اسم مجهول بغرض التعميم، وغالبا ما تنوب عن الاسم الحقيقي: ياهيه اسمع واحد كان يغليك ارخص حياته كلها من غلاتك واستخدم البادية وهم اهل الحل والترحال مفردات اختصارا لكلمات مكشوفة وهو اسلوب رمزي ومن ذلك قولهم، هن، عندما يغيب عنه اسم الشيء او الشخص، وبعضهم يقول وين الجنا، وهات الجنا، وهي مفردة استخدمت لتسمية الشيء بشكل مبهم، وهو في الوقت نفسه معروف عندما يشاهد او تأتي الإشارة إليه، وهذا الأسلوب يوضح مرونة لهجتهم واستخدام مفرداتها بعدة أشكال يتفق الجميع على معناها، ولقد تغير مع مرور الزمن استخدام بعض المفردات في غير معناها الأصلي، ويجوز في الشعر ما لا يجوز في غيره من حيث استخدام المعنى الأصلي للمفردة، لذا تقول العامة المعنى في بطن الشاعر. ولمرونة استخدام المفردة في أكثر من معنى يبقى الاتفاق على المسمى هو الحكم بين الاثنين أو الجماعة وغالبا ما تنتشر هذه المفردات لسلاستها واختصارها للجملة اللغوية.

مشاركة :