تشكل المقتنيات الخاصة بالجماعة الفنية، التى يحتفظ بها متحف المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، إرثا فنيا ضخما، نظرا لما يحفظه من تاريخ يمثل حركة وتطور الفنون المسرحية والموسيقية والغنائية بشكل كبير.«قمر له ليالى يطلع لم يبالى.. على البستان ينور فيهم لى ليلة.. قمر والا أمارا فى نوره سهارا» بهذه الكلمات المعروفة التى لا تزال تتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل، تلك الكلمات التى لحنها الملحن المشهور داود حسني، وتغنى بها كبار المطربين، رافقه العود الخاص به فى الحفلات وغيرها حتى أصبح بمثابة الصديق الوفى له فى كل مكان، عندما تتلامس أصابع يده أوتاره تخرج منها ألحانا تمس القلوب.ويقول محمد فاروق، مدير متحف المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، إن عود داود حسنى صنع بمصنع خليل الجوهري، أقدم صناعة آلة العود فى مصر عام ١٩١٨، مضيفا أنه أثناء زيارة الملحن اللبنانى مصطفى يوسف، لمصر فى إحدى دورات المهرجان العربى للمسرح، وتفقده متحف المركز، فقد أهدى المركز كفرا لهذا العُود حفاظا عليه من أى تلفيات.بدأت ميوله وحبه للموسيقى وعبقريته فى الغناء منذ الصغر؛ حيث بدأ الغناء، وهو فى الخامسة عشر من عمره، ثم بعد ذلك بدأ فى مشواره مع التلحين وهو فى الثامنة عشر من عمره، تعلم العزف على العود على يد الشيخ محمد شعبان، والأنغام على يد الشيخ محمد القباني، لحن مجموعة كبيرة من «الأدوار» فى الموسيقى العربية حتى تطور بها ولحن أيضا الأوبرا الكاملة، والأوبريت، ترك إرثا فنيا كبيرا بلغ ١٥٠ لحنًا من «الأدوار»، ٥٠ «طقطوقة»، ٤ «أوبرا كاملة»، ٢٥ «أوبريت»، ٨ «موشحات»، ٢٠ «قصيدة»، إلا وأن ترك جميع القوالب الموسيقية العربية فى الغناء، وكان لكل دور يلحنه يقدم له مقدمة أى «الدولاب»، فهو أحد رواد الأغنية العربية ومكتشف النجوم، ورائد الأغنية العربية، وإحدى العلامات البارزة فى تاريخ الموسيقى العربية، حيث بدأ مشواره الفنى على الطريقة القديمة الذى تغنى بها عبده الحامولي، جذب إليه الجمهور لاستخدامه بعض الجمل اللحنية الفارسية والتركية فى إحدى أغانيه. لحن لسيدة الغناء العربى أم كلثوم، طقطوقة بعنوان «جنة نعيمى فى هواك»، إضافة إلى عشرة أدوار وهى «شرف حبيب القلب بعد الغياب» كلمات أحمد رامى فى ١٩٣١، «كنت خالى لا حبيب يهجر» كلمات كامل الخلعي، «حسن طبع اللى فتني» كلمات كامل الخلعي، «البعد علمنى السهر» كلمات أحمد رامي، «روحى وروحك فى امتزاج» كلمات حسين والي، «كلما يزداد رضا قلبى علي» كلمات كامل الخلعي، «يوم الهنا حبى صفا لي» كلمات أحمد رامي، «قلبى عرف معنى الأشواق» كلمات كامل الخلعي، «يا فؤادى ايه ينوبك م الآنين» كلمات أحمد رامي، «يا عين دموعك فى الغرام تشفيني» كلمات أحمد رامى فى ١٩٣٢.اتجه إلى المسرح فى عام ١٩٢٠، حيث قدم مجموعة ألحان العروض المسرحية من بينها «صباح»، «معروف اﻹسكافى»، «الشاطر حسن»، «الغندورة»، وأوبرا «شمشون ودليلة» أول أوبرا فى الموسيقى الشرقية، وكانت هذه الأوبرا تعد الحلم الذى يبحث عنه، إضافة إلى مجموعة من الأدوار «من يوم عرفت الحب»، «ما أحب غيرك»، «بافتكارك أى يفيدك»، وغيرها من الألحان من بينها «على خده يا ناس ميت وردة»، «صيد العصاري»، «القلب فى حب الهوى»، «أسير العشق يا ما تشوف»، «أعشق الخالص لحبك»، «يا سلام على القلة»، «ليلة فى العمر»، «يمامة بيضا» وغيرها من الألحان، حيث تعلم على يده العديد من الفنانين، وتغنى لألحانه الشيخ أبو العلا محمد، عبده الحامولي، المنيلاوي، عبدالحى حلمي، زكى مراد، الشنتوري، صالح عبدالحي، الصفتي، السبع، منيرة المهدية، أم كلثوم، نجاة علي، سكينة حسن، أسمهان، ليلى مراد التى تعلمت على يده الغناء، وغيرهم، فاق بألحانه الموسيقية كل من سبقوه وكذلك المعاصرين له فى مجال الطرب، لقد ارتفع بموسيقى الشرق ألأوسط إلى مستوى عال لم تصله من قبل. أعد نجله كتاب خواطر يضم مقولات والده قائلا: «إنى لا أخشى على الموسيقى العربية الحقه من الضياع ما دام هناك كتاب الله أحكمت آياته بنغم شرقى أصيل.. يجب أن تكون لموسيقانا المصرية طابعها الشرقى الجذاب لتظهر ببهائها ورونقها وشخصياتها على موسيقى العالمين.. خلقت الموسيقى التسبيح والعبادة وهذا ما يحقق أسرار الأنغام وشفافيتها ونورانيتها»... وغيرها.
مشاركة :