تشكل المقتنيات الخاصة بالجماعة الفنية، التى يحتفظ بها متحف المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، إرثا فنيا ضخما، نظرا لما يحفظه من تاريخ يمثل حركة وتطور الفنون المسرحية والموسيقية والغنائية بشكل كبير.«راسبوتين» رائعة من روائع المسرح العالمي، واقتباس لعميد المسرح العربى الفنان يوسف وهبي، ومن الأعمال النادرة للفنانة أمينة رزق التى قدمت فى ١٩٢٤، الذى شاركها البطولة يوسف وهبي، علوية جميل، فاخر فاخر، سلوى محمود، عبدالبديع العربي، أنور إسماعيل، رشدى المهدي، وإخراج حمدى غيث، وتدور أحداثها حول الراهب الروسى «راسبوتين» الذى ظل يسعى لدى القيصر الروسى لكى يبقى بعيدا عن الصراع فى الحروب، وكتب رسالة إلى القيصر نيقولا الثانى قال فيها: «هناك غمامة عاصفة مريعة تسرى فى سماء روسيا، أرى كارثة، ظلاما، حزنا، ولا ضياء، إنه بحر من الدموع والدماء، فلا أجد كلمات تصف ذلك الرعب، جميعهم يريدون منك الاندفاع نحو الحرب، لكنهم لا يعلمون أن الدمار ينتظر، إنك أنت القيصر والد هذا الشعب، لا تدع المجانين ينتصرون ويدمرونك ويدمرون شعبك، وإذا هزمنا ألمانيا ماذا سيحدث لروسيا ؟ سنغرق جميعا فى الدماء، والكارثة ستكون كبيرة، ولأسى دون نهاية».انضمت أمينة رزق إلى فرقة رمسيس المسرحية، التى أسسها عميد المسرح العربى يوسف وهبى فى ١٩٢٤، وارتبط اسمها باسم الفنان يوسف وهبى معلما فى المقام الأول وفنانا تكتسب منه العديد من الخبرات الفنية والإبداعية، حيث كان أول ظهر لها فى المسرح لأول مرة وهى تغنى بجوار خالتها فى فرقة على الكسار فى مسارح روض الفرج فى ١٩٢٢، ولكن فرقة عميد المسرح العربى كان لها أثر كبير فى حياتها الفنية وكان سبب شهرتها فى المسرح والتى أصبحت إحدى الشخصيات الأساسية التى قدمتها الفرقة طوال فترة انضمامها لها، إضافة إلى الأعمال السينمائية التى قدمها الفنان يوسف وهبي.وكانت أول الأعمال المسرحية التى قدمتها فى فترة السبعينات «السنيورة»، و«إنها حقا عائلة محترمة» والذى شاركها البطولة الفنان فؤاد المهندس، شويكار، محمود الجندي، عبدالله فرغلي، والتى قدمت دور «علوية» هانم حماة «أبوالفضل» والذى جسده الفنان فؤاد المهندس، وتؤيده فى كل قراراته الصارمة تجاه ابناءه الذين ينتمون إلى الأسرة المحافظة، حتى التقت بحبيبها الأول «بسيوني» وجسده الفنان عبدالله فرغلي، حتى ساعدتها الفنانة شويكار فى تتغير حياتها تماما، وأخرجها سمير العصفوري.أما «يا طالع الشجرة» رائعة الأديب والكاتب توفيق الحكيم، فاختتمت بها أمينة رزق أعمالها المسرحية، إلى جانب الفنان أحمد فؤاد إسماعيل، وهى إحدى روائع الفن الحديث والتراث الشعبي، وما سمى بمسرح العبث.وكرست حياتها فى خدمة الفن وقدمت العديد من الأعمال المسرحية، إلى جانب السينما والدراما، كان زملاءها يطلقون عليها «ماما أمينة» تقليدا وحبا لها، وعينت عضوا بمجلس الشورى فى مايو ١٩٩١، وبفضل إنتاجها الغزير نالت العديد من الجوائز والتكريمات، من بينها تكريمها من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وإهدائها وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى.
مشاركة :