منابر لها تاريخ| مسجد لاجين السيفي شاهد على عصر المماليك الجراكسة

  • 5/21/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

للعقيدة الإسلامية أثر بالغ فى نفوس معتنقيها لسماحتها وملاءمتها للنفس البشرية، وهو الذى انعكس بشكل كبير على الفنون فى شتى مجالاتها، كان أبرزها العمارة الإسلامية. فعلى مدار شهر رمضان المبارك تأخذكم «البوابة» فى رحلة بين مساجد مصر وأضرحتها، لنتعرف على تاريخ نشأتها، وتأثيرها الروحانى فى قلوب مُرتاديها.عمر الأمير لاجين الظاهرى جقمق عمر مسجده بمنطقة الجسر الأعظم «ميدان السيدة زينب» بالقرب من الكبش على بركة الفيل فى سنة ٨٥٤ هجريًا وعرف باسم «مسجد لاجين السيفي» الذى يقع بشارع الحوض المرصود بالقرب من ورشة الأسلحة، ويًعد المسجد من المساجد القليلة النادرة التى شيدت فى عصر المماليك الجراكسة على غرار المساجد ذات الأروقة بدلًا من الإيوانات الذى انتشر فى بناء المدارس منذ العصر الأيوبي.ويعتبر مسجد الأمير لاجين السيفى من المساجد الصغيرة الحجم حيث يبلغ طوله ٢٥× ٢١ مترًا ويتكون المسجد من صحن مكشوف يتوسطه يبلغ مساحته ٦×٩ متر، تنخفض أرضيته فى باقى الأروقة، ويحيط بالأروقة من جميع الجهات، ويقسم رواق القبلة صفان من البوائك، وتتكون كل بائكة من أربعة أعمدة مختلفة الأشكال والتيجان، ما يدل على أنهما قد تم أخذهم من مبان قديمة، ولم يتم تصنيعها خصيصًا للمسجد، كما يتوسط جدار القبلة محراب مجوف تبلغ سعته ١.٨ متر وبعمق ٨٠ سم وبارتفاع ٣.٣٠ متر، وعلى يمين المحراب يوجد منبر كما يوجد كرسى مصحف ويعلو المحراب نافذتان معقودتان- وكانت تعلوهما فتحة مستديرة سدت وكانتا مملؤتان بزخارف جصة معشقة اندثر معظمها.أما الرواق الشمالى الغربى للمسجد وهو المواجه لرواق القبلة، فهو يشبة رواق القبلة من حيث عدد أعمدة البوائك وعدد العقود وشكلها وسعتها، إلا أنه يحتوى على رواق واحد، وتبلغ مساحته هذا الرواق ١٥.٤×٦ أمتار ويوجد بالجدار الخلفى سلم خشبى يؤدى إلى دكة المبلغ التى تشغل العقد المتوسط المواجه للقبلة تمامًا، وقد تم زخرفت دكة المبلغ بخشب الخرط الجميل، وفى الضلعين الشمالى الشرقى والجنوبى الغربى للمسجد يوجد كل منهما رواق واحد تتقدمه بائكة مكونة من عمود يحمل عقدين، وبالرواق الشمالى الشرقى فتحتان تؤديان إلى دوره المياه والرواق الجنوبى يؤدى إلى المدخل الرئيسي.أما المئذنة المسجد فتقوم على قاعدتها على الجانب الأيمن للمدخل الرئيسى للمسجد، وتتكون من قاعدة كبيرة مربعة الشكل بها باب معقود يؤدى إلى درج المئذنة، ويأتى فوق القاعدة الطابق الأول وهو مثمن الشكل زخرف كل ضلع منه بحنية تعلوها عقد ذو زاوية، فتحت فى أربعة منها نوافذ ضيقة للإضاءة يتقدمها شرفة ترتكز على ثلاثة صفوف من الدلايات، ويعلو الطابق الأول شريط سقطت كل الكتابة التى كانت به، ويعلو الطابق شرفة مثمنة يحيط بالمئذنة تفصل بين الطابق الأول والثانى ترتكز على أربعة من الدلايات وتحيط بها الآن ساتر خشبى مخرم.أما الطابق الثانى الموجود الآن بالمئذنة والذى ينتهى بشكل مخروطى على شكل القلم الرصاص فهو تجديد فى العصر المملوكي، ومن المرجح أن المئذنة كانت تحتوى على ثلاثة طوابق، الثانى مستدير الشكل والثالث مكون من ثمانية أعمدة وينتهى بخوذة يعلوها الهلال كما هى القاعدة فى مآذن عصر المماليك الجراكسة.

مشاركة :