«كالتي نقضت غزلها»

  • 3/26/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يتجه الوضع في اليمن حسب ما يراه الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه، إلى حرب أهلية. حرب لها بداية ولا يعلم نهايتها إلا الله، المستفيد منها هو الشيطان فقط. اليمن أرض الحكمة والعلم والدين تفقد هيبتها واحترامها بسرعة كبيرة. عندما نبحث في الأسباب، فلن نجد ما يمكن أن يبرر ما يفعله كل حزب وكل قائد يركض نحو التأزيم الذي لا نهاية له. أذكركم بما قاله الشاعر العربي، "وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم". دمار وفقر وفقدان أمل في الحياة الكريمة. هذه ليست بعيدة عن تاريخ اليمن الحديث، ويجب أن تبقى في ذاكرة الأمة والشعب حتى لا ينزلقوا في هاوية لا مخرج منها. التاريخ الحديث يذكرنا بما فعله البعض ليسيطروا على الكل، لكن الجميع من أبناء اليمن، وهم ــ في النهاية ــ من عاش واكتوى بنار الحرب. أما الحرب الجديدة فتنفخ فيها قوى أجنبية لا يهمها من يعيش ومن يموت، المهم هو السيطرة على القرار والمركز الاستراتيجي للدولة، والسيطرة على اقتصاد بلد منهك. هم يقدمون المال والسلاح والتدريب، حتى الصور واللوحات والخطب الحماسية والفتاوى وصكوك الغفران، ويمكن أن يتورطوا في القتال بأبناء جلدتهم، ليضمنوا أن ينفذ المخطط كما يريدون. فإذا سقطت الدولة، وأصبح الجميع منهكا، أقبل "الحانوتي" ليعد الجثث ويستولي على كل ما يملكه الورثة. حالة تكررت في العراق ولبنان وسورية، والكل مخدوع وواهم، فكيف يرى المرء الموت ويهرول باتجاهه؟ إن لم تكن حياتكم تعني لكم شيئا ففكروا في أبنائكم وأحفادكم، تذكروا أن التاريخ لا يرحم. التحالف مع العدو لتمكينه من السيطرة على البلاد والعباد هو قمة الخيانة للوطن، وهو ما تورط فيه كثيرون في عالمنا العربي برغم محاولات إخفاء الاجتماعات السرية والمكالمات المشفرة. للشعب اليمني العاقل والمتدين أقول، هذه فتنة القاعد فيها خير من الواقف، فلا تكونوا "كالتي نقضت غزلها من بعد قوة". ليس لكم مخرج من هذه الأزمة، إلا بحكومتكم المستقلة وحواركم البناء، أما من خانوا ثقتكم ــ وهم كثر ــ فيجب أن تنأوا بأنفسكم عنهم وعن كل ما يمثلون.

مشاركة :