احذر الحليم إذا غضب .. حكمة لم يكن الحوثيُّ وشريكه يعرفان لها معنى، كانا يعتقدان أن ما يقومان به من عمليات استفزازية على حدود المملكة والتهديدات الإرهابية، والقفز على الشرعية والاستيلاء على السلطة في اليمن، ستمر مرور الكرام، وسينجحان في تحقيق أهدافهما، ولذلك رفضا الانصياع لصوت العقل والحكمة الخليجي الذي طرح مبادرة خليجية للحوار، على طاولة لم يجلس عليها أحد وفشل أو خرج خائبا، في بيت العرب ووسط قلب العرب الرياض. كان الحوثي بليداً ومتبلداً عندما تخلى عن زيديته المعتدلة وتوجه لولاية فقيه يؤمن بالقمع والسلب والنهب، وربط مستقبله بفكر إرهابيٍّ متطرف يتشابه وفكر القاعدة في الارتماء في أحضان من لا يرحم ونال الدعم المادي والعسكري لاستهداف اليمن أولا ثم السعودية والدول المجاورة ثانياً، بل ودول العالم التي تخالفه الفكر والمذهب، وعندما اكتشفت الدوائر الاستخباراتية السعودية والعالمية تكديسه الصواريخ البالستية لاستهداف دول الخليج كلها، لم يحاول التبرير بل تبجح وفتح أجواء اليمن وموانئه لاستقبال الطائرات والسفن الإيرانية المحمّلة بمختلف أنواع السلاح. هنا توقف العالم مذهولا من هذا الغباء السياسي للحوثي؛ بل إنه عنِّف من خلال مجلس الأمن وأدين على تصرفاته وطالبه بالتعقل وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل انقلابه بغير وجه حق على السلطة الشرعية، إلا أنه لم يرتدع وتوجه لعدن على الرغم من التحذيرات، وقصف قصر الحكم، وأراد سحق السلطة الشرعية . المملكة بمواقفها السلمية المستمرة، التي استمدتها من الإسلام وشريعتها السمحة فتحت وتفتح دوماً باب السلام قبل أي شيء آخر، وتستعين دوما بحنكة وسياسة تتسمان بالعفو والتسامح وتؤمن دوما بالحوار الجاد الذي يؤدي إلى نتائج تحفظ للشعوب حقها مهما كانت، وتقف بحلمها الدائم لنصرة أي مظلوم . وهي لم تكن تتفرج، كانت محاولاتها حيثية لحقن الدماء، التي كان يهدف الحوثي لإراقتها، واستجابت لطلب الحكومة الشرعية في اليمن والشعب اليمني المسالم لإعادة الشرعية والأمن والسلام لليمن السعيد، ولذلك اتخذ الملك سلمان بن عبدالعزيز قراره التاريخي بدك معاقل الإرهابيين الحوثيين في اليمن، ضرب بلا هوادة . ليعلم الجميع أن للمملكة اليد الطولى دائما وأبدًا في الحق الذي تسعى إليه دائما. وكما حرر قرار الملك فهد الكويت عام 1991 م، وحمى قرار الملك عبدالله البحرين من السقوط عام 2011 م، جاء قرار الملك سلمان تاريخيا مدعوما بتحالف خليجي وإقليمي ودولي ومتوافق مع الشرعية والقانون الدولي ليعيد الأمور في نصابها. والسعودية هنا في هذا الموقف وبقبضتها القوية وجهت هنا رسالة للعالم أجمع: نحن لا نستهدف إرهاب الحوثي وشريكه فقط، بل نستهدف الإرهاب في العالم .. إرهاب القاعدة وإرهاب داعش وأي إرهاب في كل مكان .
مشاركة :