عندما يخطىء العاقل فإنه لايكابر ولايصر على خطئه بل يعيد النظر فيما فعل ويتأمل ما قال ويحاسب نفسه فإن تأكد له خطؤه وظهر له أنه أسرف على نفسه ، فتجده يبادر بالاعتذار والأسف عما صدر منه ولايجعل للكبر طريقاً عليه ليمنعه عن العودة عن خطئه والاعتذار عما بدر منه ، ولايجعل من مكانته أو اسمه أو سمعته حاجزاً للتواصل مع الطرف الآخر والتأكيد له بأنه كان مخطئاً . بالأمس صدرت تصريحات عن وزيرة خارجية السويد أساءت فيها للمملكة واليوم عبرت الحكومة السويدية عن أسفها وأكد ملك السويد لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – يحفظه الله – قوة ومتانة العلاقات بين المملكتين، وقال رئيس حكومة السويد ( دور خادم الحرمين معروف في حماية الإسلام مضيفاً: يؤسفنا أي تأويل أننا أهنا السعودية أو الإسلام ) ، كما قال رئيس الحكومة السويدية ( نرجو تفهماً سعودياً لقلقنا الفعلي على العلاقات ) ، كل تلك الاعتذارات من مختلف المستويات في مملكة السويد تؤكد عظم مكانة المملكة العربية السعودية لدى السويد، كما تؤكد حكمة وحنكة ملك السويد الذي حرص على التدخل شخصياً لمعالجة ماشاب تلك العلاقات من توتر جراء تصريحات وزيرة الخارجية السويدية ، في المقابل وفي أسلوب يؤكد منهج الكرام وفي نفس اليوم الذي صدر فيه الاعتذار قررت المملكة إعادة سفيرها للسويد فلم تتأخر أو تتباطأ أو تجعل بين الإعتذار وعودة السفير فترة زمنية بل بادرت بإعادة السفير كإشارة إيجابية منها لقبولها لذلك الاعتذار وحرصها على إعادة العلاقات بين البلدين كما كانت في السابق . الموقف الذي اتخذته المملكة العربية السعودية من السويد فيه رسالة قوية لكل من يسعى إلى الإساءة إلى المملكة أو التدخل في شؤونها أو منهجها القضائي أو تهديدها بأن ذلك لن يمر مرور الكرام بل ستقف المملكة بكل حزم وقوة للدفاع عن دينها ونظامها وستسخر كل إمكاناتها من أجل الحفاظ على كيانها ، وعندما تقف المملكة مثل هذه المواقف فهي لاتقف وحيدة بل إن العالم العربي والإسلامي يقف معها ويساندها ويدعم مواقفها في كافة القضايا المحلية والدولية . Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :