الرحلة من منظور السرديات الأنثروبولوجية بين رفّ الكتب

  • 6/2/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يقارب الباحث المغربي إبراهيم الحجري في كتابه “الخطاب والمعرفة: الرحلة من منظور السرديات الأنثروبولوجية”، الصادر مؤخرا عن المركز الثقافي العربي في بيروت والدار البيضاء، العلاقة بين السرديات والأنثروبولوجيا، متخذا رحلة ابن بطوطة أنموذجا، إلى جانب رحلات مغربية وأندلسية أخرى بوصفها متنا محيطا، ومن المنهج الأنثربولوجي ومفاهيمه أساسا لتحليل الخطاب الرحلي. وقد توقّف الحجري في تحليله على جوانب تتصل بـالشخصية وصيغ الحكي والتبئير والفضاء. ثم عمل على توسيعها في الباب الثاني الذي كرّسه للرؤية التي تحكم صاحب الرحلة لمعرفة كيفية اشتغال نسق التفكير والقيم لديه، فاتحا، بذلك، مجال البحث على الأبعاد الأنثروبولوجية للمتن الرحلي. حاول الحجري رفد النظرية السردية بمفاهيم ومقاربات منهجية جديدة معتمدا على المدونة الرحلية بوصفها متنا سرديا أقرب إلى العمل الإثنوغرافي الذي هو فرع من فروع الأنثروبولوجيا. استلاب الذات في السرد العربي المعاصر يقدم كتاب “استلابُ الذات في السرد العربي المعاصر”، للناقدة والأكاديمية المصرية كاميليا عبدالفتاح، الصادر عن دار النابغة للطبع والنشر والتوزيع في مصر، دراسة تحليلية في نماذج من نصوص السيرة الذاتية والقصة والمسرح، اتفقت في تحريضها الفنّي على حتمية البحث عن الخلاص الإنساني ماثلا في الإبداع والإيمان والحب، والإصرار على حتمية وجود الإنسان في مواجهة الوجود. وأعقبَت المؤلفة الدراسة التحليلية لهذه النصوص بوقفة نقدية تنظيرية حول المؤثرات الاجتماعية في الأدب، استعرضت فيها الجهودَ النقدية التي رصدتْ هذه المؤثرات، بدءا من البدايات التاريخية للنظر في علاقة المجتمع بالأدب، مع تركيز على الطرح الفلسفي الماركسي لتوفره على هذا الموضوع، مرورا بالنظرية السوسيونصية ونظرية الانعكاس ونظرية الجدلية. وختمتها برؤيتها الخاصة للعلاقة بين القهر السياسي من جهة وبعض الظواهر الفنية مثل الاستتار الدلالي وتوظيف الرمز والارتكاز على المعادل الموضوعي. فتنة السرد يحلل الناقد العراقي صالح هويدي في كتابه “فتنة السرد: مقاربات نقدية في السرد الحكائي العربي”، الصادر عن معهد الشارقة للتراث، الأسباب التي أدت إلى إغفال التراث السردي العربي، والانشغال بالشعر أكثر من سواه. ويوضح أن بعضها يتصل بطبيعة المرويات الحكائية والقصصية ذات الصبغة الوعظية أو الدينية وانطوائها على عنصر التخييل، وهو ما يجعل منها نصوصا ذات آلية مربكة لرواة الحديث والنصوص الدينية والقصص والأخبار التي توظَّف للعظة، وبيان أحوال الأمم القديمة، وعواقب ما حدث لها على حد سواء، إلى جانب مسوّغات الخشية من الاختلاط والبلبلة والتداخل في ما بين الحقلين: التخييلي المنفلت والتخييلي المروي، ولا سيما أن القرآن الكريم قد تضمن ضربا من القصص الديني الوعظي الذي اتخذ له خطابا للهداية ذا شروط وضوابط قيمية وعقدية محددة، قد لا تتفق وكثيرا ممّا وصلنا من نصوص حكائية وسردية حاولت الانفلات من السلطات والضوابط، لتدخل مناطق من العبث والنزق الفني والاجتراء.

مشاركة :