(حملة عاصفة الحزم) العسكرية التي تقودها المملكة العربية السعودية مع أشقائها وأصدقائها لحماية الشعب اليمني من خطر وعبث ميليشيات الحُـوثي، استجابة لقيادته الشرعية، وما حظيت به من تأييد ومباركة سريعة ومباشرة واستعداد للمشاركة الميدانية من مختلف الدول المحبة للسلام فيها تأكيد على المكانة الكبرى التي تحتلها (السعودية) عربياً وإسلامياً ودولياً. وإنما حققت (المملكة) تلك المكانة بسياساتها الحكيمة والعاقلة في مختلف القضايا، وجهودها الفاعلة في غَـرس ثقافة السلام والتعايش والحوار بين شعوب العَـالَـم؛ وبالتالي فالدول تدرك جيداً بأن أرض الحرمين لا تلجأ للخيار العسكري إلا مضطرة بعد استنفاد كل الجهود للحلول السِّـلْـمِـيّـة وهذا ما فعلته في اليمن. تلك المنزلة السياسية الكبيرة للسعودية التي بصمت عليها (حملة عاصفة الحزم) أراها في جانب آخر كشفت بأن الصوت الإعلامي السعودي حتى الآن لا يوازي مكانتها !! فمع التقدير لكل الجهود الحكومية والخاصة؛ لكني صُـدمت عند معـرفَـتـي بأن (جماعة الحُـوثي) يتبعها ويحمل لواءها عشرات القنوات الفضائية ومنها: (المسيرة، الساحات، صنعاء، عدن، سبأ، الإيمان، إضافة لقنوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح: اليمن اليوم، آزال، العقيق، سُـهيل)، وكذا عشرات القنوات التي تمولها إيران)!! ولأن الإعلام اليوم أصبح من أهم الأسلحة، وهو السلطة الأولى وليست الرابعة، هذه دعوة لإعلام سعودي حكومي وخاص قادر على التأثير وصناعة رأي عام. فالقنوات الحكومية الإخبارية لابد من دعمها وتطويرها ودعمها بالمال وبالخبرات الإعلامية التي ترسم لها الاستراتيجيات التي تكفل وصولها للعَـالَـم. أما إعلامنا الخاص الذي يبدو تركيزه فقط على المجالات الفنية والشعر الشعبي أتمنى عليه أن يمارس دوره في خدمة دينه ووطنه وأمته بإطلاق قنوات فضائية إخبارية وثقافية بمختلف اللغات؛ فنحن دعَـاة سلام وتعايش، وأصحاب رسالة علينا أن نبلغها للـدنيا. أخيراً أرجو أن تكون تداعيات حملة (عاصفة الـحزم) محفزة لثورة إعلامية سعودية يتردد صداها في أرجاء هذا الكون، اللهم احفظ بلادنا وأدم عليها نعمة الإسلام والأمن والأمان! aaljamili@yahoo.com