ما إنْ أُعلنت قبل أمسِ الاثنين (ميزانية المملكة العربية السعودية لعام 2016م)، إلاَّ وتسابقت قنوات الفتنة والشّر الإيرانية، وأتباعها من أصوات حِقد عربية تحاول التشكيك في تماسك الاقتصاد السعوديّ، كما مارست أسلوبها المعتاد في محاولة زعزعة تماسك المجتمع، مستغلّةً رفع أسعار الوقود، والكهرباء، وتخفيض الدعم الحكومي عنها. ولكن الرائع هنا أن المجتمع السعودي (كان صَادِمًا) لتلك القنوات والأصوات، بإعلانه عبر برامج ومواقع التواصل المجتمعي المختلفة، وفي هاشتاقات تويترية -حَقّقَت نِسَبًا عالية من التغريدات- الْتِفَافه حول حكومته، وقيادته، وقيامه بواجبه في وقفته الصادقة مع وطنه، لتجاوز أخطار وعقبات المرحلة، وتفهمه العقلاني للظروف الاستثنائية الاقتصادية، والسياسية، والأمنية التي فَرَضَت العجز في الميزانية، وما أتبعها من قرارات. أيضًا (المواطنون السعوديون) رَدُّوا بَحَزم على كل أعداء بلادهم بطمأنينتهم، وتفاؤلهم بمستقبل واعِد وطَمُوح، رَسَمَت ملامحه خطوات الإصلاح، والهيكلة التي أكّد عليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في كلمته التي سبقت الإعلان عن الميزانية، والتي ستعمل -بإذن الله تعالى- على بناء اقتصاد قَوي ومتين، يحمل صفات (الاستدامة، ورفاهية الوطن والمواطن، وتنويع مصادر الدخل، والوصول لمحطة الكفاءة في الإنفاق الحكومي العام التي ستقضي على الفساد، وهَدر المال العام). المجتمع السعودي يواصل تأكيده بالأفعال لا بالأقوال (وطنيته المخلصة، ووحدة كلمته على اختلاف أطيافه، وتلاحمه مع قيادته)؛ وهذا -بعد فضل الله تعالى- سِرّ ما تنعم به المملكة العربية السعودية من أمنٍ وخير واستقرار، في ظل منطقة وعالَم مشتعل بالصراعات. وفاء المواطن السعودي أراه مُحفِّزًا لبعض مسؤولي المؤسسات الخدمية لكي يعملوا بِجِدٍّ على تنفيذ برامج الإصلاح، ومحاربة الفساد، وتعثّر بعض المشروعات. أخيرًا.. هذه دعوة صادقة للجهات المعنية لتقوم بدورها في الضبط الفعلي والصادق للأسعار؛ فالجشعون جاهزون دائمًا لاستغلال أيّ ظرفٍ كان، والضحية المستهلك البسيط!! aaljamili@yahoo.com
مشاركة :