مشروع المصالحة لا يحول دون انفراط عقد الاشتراكي المغربيالرباط- تطرح مسألة إعادة التوازن للمشهد السياسي في المغرب الكثير من وجهات الرأي المختلفة بين من يراها أمرا ممكنا ومن يعتبرها وهما في ظل واقع أحزاب تعيش انقسامات داخلية ومن بينها حزب الاتحاد الاشتراكي الذي ينتمي إلى اليسار ويسعى لبلورة مشروع سياسي جديد يعيد من خلاله تمساك حزبه ومكوناته وإرساء المصالحة بينها.وتحاول قيادات من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إعطاء الزخم لمبادرة المصالحة التي قدمها الكاتب الأول للحزب (رئيس) إدريس لشكر بهدف مواجهة المعارضة التي لاقتها مبادرته من طرف أعضاء في الحزب.وقال الكاتب عبدالسلام المساوي في مقال نشره على موقع الحزب على الإنترنت “نسجل أن تصريحات وتدخلات الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي تشكل خطابا متماسكا ومتناغما تحكمه وحدة الفكر ووحدة الرؤية، خطابا أصيلا متأصلا يجمع مكوناته ناظم مشترك هو المشروع الاتحادي؛ الاشتراكي الديمقراطي الحداثي”.واعتبر المساوي أن خطاب لشكر “خطاب عقلاني واع وهادف يحاصر الشعبوية التي تروم السيطرة على الوجدان بخطاب عاطفي مغالطي والذي تأثيره مؤقت في الزمان والمكان”.وجاء هذا المقال بعد يومين من إعلان لشكر أن حزبه بصدد بلورة مشروع سياسي وتنظيمي متجدد، في مسعى لتعزيز المصالحة بين مختلف أعضائه ومكوناته، وإعادة التوازن للمشهد السياسي في المغرب، والانكباب على الإعداد للانتخابات البرلمانية التي ستجرى في العام 2021.وأوضح لشكر أن الذكرى الستين لتأسيس حزبه التي سيتم إحياؤها في وقت لاحق من العام الحالي، ستشكل محطة تاريخية هامة لتعزيز أواصر الوحدة والمصالحة بين مختلف مكونات الاتحاد.وقال، بشأن الوحدة والمصالحة بين مختلف مكونات الاتحاد، “قطعنا خطوات كبرى بشأنها، حيث سيتم توجيه الدعوة إلى كل القيادات السابقة من أعضاء المكاتب السياسية والمجالس الوطنية وكل المسؤولين السابقين والبرلمانيين”، بما فيهم المخضرمون من عهد حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية.وقوبل إعلان لشكر بانتقادات كثيرة من داخل حزبه. وقال القيادي في الاتحاد الاشتراكي محمد كرم إن “من يريد المصالحة ينبغي أن يقول للناس، لماذا كان الشقاق أولا؟ ولماذا وصل الحزب إلى ما وصل إليه؟”، مبديا معارضته للمبادرة.واعتبر كرم أن إدريس لشكر كان المسؤول عن التدبير الفاشل والقاتل لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية منذ عقد من الزمان تقريبا، وقال إنه “حول الحزب إلى جثة دون روح”، وتأتي تصريحات كرم في إطار المحاسبة التي يدعو إليها تيار واسع من الاتحاديين قبل بدء استعدادات لخوض المحطات السياسية المقبلة.ويعيش الاتحاد الاشتراكي واقعا تنظيميا متأزما انعكس سلبا على مواقف وأداء بعض أعضاء المكتب السياسي الرافضين لسلوكيات إدريس لشكر. وكشفت مصادر أن سوء التفاهم الحاصل بين الكاتب الأول للحزب وأعضاء المكتب السياسي ليس أمرا جديدا وطالب هؤلاء بالجلوس إلى طاولة الحوار بين كل الغاضبين والمطرودين من داخل الحزب بهدف طمأنة القواعد الشعبية وتحقيق نتائج إيجابية في الانتخابات القادمة.
مشاركة :