العقل الناقد.. ميزان تنموي

  • 6/6/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عبداللطيف الزبيدي بماذا يمتاز الغرب على الشرق؟ السؤال يمكن أن يكون جوابه ألف ميل، وقد يُحمل على أنه استلاب وتبعيّة دونية. نختزله ونختصره: بماذا يفضُل المجتمع الغربيّ المجتمع الشرقيّ؟ لتيسير المهمّة، سنستبعد كل المظاهر المادية للمدنيّة، نستبقي الآدميين في مواجهة الآدميين. سنسهّل الأمر أكثر، بعدم النظر إلى الظاهر الماديّ الملموس، لدينا في النهاية أدمغة تقابل أدمغة. سيكون أمامنا نمطان من الأداء الدماغيّ، نوعان من طرائق التعامل مع الأشياء والمحيط قريبه والبعيد، أي نموذجان متباينان في عمل التشابكات العصبية، بإيجاز برمجيتان مختلفتان تماماً. الفوارق التي يفتقر إليها العالم العربي، تتلخص كلها في طريقة استخدام الدماغ، ما يعني تأسيس تربية قائمة على الفهم والعقل الناقد، والبحث العلمي وتقصّي الحقائق بالاختبار، وحسن الإدارة والتخطيط البعيد. في المقابل المؤسف نجد عقليّة قبول المسلّمات بلا فحص وتمحيص، وما هذه سوى غياب تربية العقل الناقد، المسؤول عن عدم التطوير والتجديد والابتكار في كل الميادين، لأنه خلل أساسي في الأداء، بل فقدان منهجيّة وظيفية. لهذا نثير بلا كلل هذه النقيصة المحورية في مناهج التربية والتعليم العربية. من يرى هذا تجنّياً على النظام العربي، فليأت بالبراهين التي تثبت العكس في نصف البلدان العربية، في خمسة منها. علينا الاعتراف بأن النموذج الغالب حجة دامغة ضدّ أيّ مدّعىً معترض. الفوارق الحقيقية المستفزّة، تتمثل في تعامل الشعوب مع واقعها تعاملاً سلبياً وكأنه ليس واقعها، ولا البلدان بلدانها، لهذا كانت أنظمة طبائع الاستبداد تردّ عليها في كل كبيرة وصغيرة بالحديد والنار، لكونها ترى الشعوب «تتدخّل في ما لا يعنيها». كم عدد الدول العربية، التي لا يعاني الناس فيها التهميش، ويشاركون في القرار، ويحظون بانفراج وتسامح في الحياة العامة، ويرون مؤشرات التنمية كل يوم في صعود بإنجازات ومفاجآت جديدة تتألق في سلّم المعايير التنافسية العالمية؟ لزوم ما يلزم:النتيجة الاكتراثية:عندما لا تشعر الشعوب بأن الأوطان أوطانها،يكون ردّ الفعل واحداً،اللاّمبالاة إزاء كل شيء. abuzzabaed@gmail.com

مشاركة :